وأما السنّةُ فمُفسِّرةٌ مُستفيضةٌ، مع إجماع السلف.
ويُشبه - والله أعلم - أنّ لذّةَ النظر إليه لمّا كانت ممّا لا يعرفُها إلّا الخاصّةُ، لم يقع الوعدُ بها إلّا مُستَنبَطًا للخاصّة؛ فإنّ المُقِرِّين بها من أهل السنّة قد اختلفوا في حصول اللذّة بها، والربُّ إنّما يَعِدُ عبادَه من النعيم بما يعرفون جنسَه، وما لا يعرفونه يدخلُ في قوله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم﴾ [السَّجدَة: ١٧] أو ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥]، بل لذّةُ النظر لا تُدرَك في المعنى؛ فإنّ اللذّةَ والألمَ لا يُدرَك إلّا بإدراكِ نفسه أو إدراكِ نظيره، فما كان في الجنّة من اللذّات التي ليس لها نظيرٌ في الدنيا فإنّه لا يُدرَكُ ولا يُفيدُ الوعدُ