للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخامسها: قولُه: ﴿كَلَّآ إِنّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (١٥)[المطفّفِين] كما استدلّ بها الأئمّةُ.

وسادسها: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥)[الانفِطار]، فإنّها نظيرُ آية القيامة.

وسابعها: آياتُ اللِّقاء، كقولِه: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَومَ يَلْقَوْنَهُ سَلَمٌ﴾ [الأحزَاب: (٤٤) وقولِه: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَلِحًا﴾ [الكهف: ١١٠]، كما فسّرها بالرؤية غيرُ واحدٍ من السلف.

وثامنها أو (١) تاسعها: / قولُه ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)[يس]، مع تفسيرها، نظير آية ﴿الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يُونس: ٢٦].

وعاشرها: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥)[ق]، مع التفسير، كقولِه: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا﴾ [التوبَة: ٧٧]، وقولِه: ﴿إِنَّكَ كَادِحٌ﴾ [الانشقاق: ٦].

ومَن أثبتَ أنّ الكافر يراه في القيامة استدلَّ بآية اللِّقاء، وبقوله: ﴿وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ﴾ [الأنعَام: ٣٠]، وقولِه: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً﴾ [المُلك: ٢٧].

وأما السنّةُ فمُفسِّرةٌ مُستفيضةٌ، مع إجماع السلف.

ويُشبه - والله أعلم - أنّ لذّةَ النظر إليه لمّا كانت ممّا لا يعرفُها إلّا الخاصّةُ، لم يقع الوعدُ بها إلّا مُستَنبَطًا للخاصّة؛ فإنّ المُقِرِّين بها من أهل السنّة قد اختلفوا في حصول اللذّة بها، والربُّ إنّما يَعِدُ عبادَه من النعيم بما يعرفون جنسَه، وما لا يعرفونه يدخلُ في قوله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم﴾ [السَّجدَة: ١٧] أو ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥]، بل لذّةُ النظر لا تُدرَك في المعنى؛ فإنّ اللذّةَ والألمَ لا يُدرَك إلّا بإدراكِ نفسه أو إدراكِ نظيره، فما كان في الجنّة من اللذّات التي ليس لها نظيرٌ في الدنيا فإنّه لا يُدرَكُ ولا يُفيدُ الوعدُ


(١) هكذا بخط المصنف.