للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال مجاهد: الصور كهيئة البوق، وحكى ابن قتيبة أنّ الصور القرنُ في لغة قوم من أهل اليمن.

الثاني: إنّ الصور جمع صورة، والمراد: نفخ الأرواح في صوَر الناس، قاله قتادةُ وأبو عُبَيْدة، ويدلُّ عليه قراءةُ الحسن وأبي مجلز وأبي المتوكِّل: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ [المؤمنون: ١٠١] بفتح الواو، والقول الأول أصحّ؛ للآثار، وللمعنى، قال ثعلب: قد قال الله: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى﴾ [الزمر: ٦٨]، ولو كان الصوَرَ قال: ثُمّ نُفخ فيها، أو فيهنّ".

٣٧٣٨ - حديث:

"إنّ الناس يصعَقون يومَ القيامة، فأكونُ أولَ من يفيق، فأجد موسى باطشًا بساق العرش، فلا أدري هل استفاق قبلي، أم كان ممّن استثنى الله".

هو في الصحيحين (١).

٣٧٣٩ - قال شيخُنا أبو العبّاس بن تيمية - وقد سُئل عنه - (٢): "وللناس فيه قولان:

أحدهما: إنّ هذه الصعقة يومَ القيامة، هي غير الصعقة المذكورة في القرآن، وهي صعقة الموت قبل القيام لربّ العالمين؛ فإنّ الله ذكر في كتابه نفخةَ الفزع بقوله: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨]، وذكر النفختين في قوله: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)[الزمر]، فذكر ثلاثَ نفخات، وذكر هذه الصعقةَ المذكورةَ في القرآن، وهي صعقةُ الموت قبل القيام لربّ العالمين.


(١) صحيح البخاري (أرقام: ٢٤١١، ٢٤١٢، ٣٣٩٨، ٣٤٠٨، ٤٦٣٨، ٦٥١٧، ٧٤٧٢)، وصحيح مسلم (رقم: ٢٣٧٣).
(٢) لم أعثر على كلام شيخ الإسلام هذا في كتبه المطبوعة، وله كلام قريب منه في مجموع الفتاوى (٤/ ٢٦٠) (١٦/ ٣٥).