للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حدّثني يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة - مولًى لبهز بن سليم -، عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عمّه عبد الله بن عروة قال: أقحمتْ السنةُ علينا نابغةَ بني جعدة ونحن مع ابنِ الزبير بمكّة، فوقف عليه بعدما صلّى الصبحَ بالناس في المسجد الحرام، فقال:

حكيتَ لنا الصديق لمّا وليتنا … وعثمانَ والفاروقَ فارتاح معدم

وسوّيتَ بين الناس في الحقّ فاستوَوْا … فعاد صباحًا حالكَ اللون مظلم

أتاك أبو ليلى لينمو (١) به الدجى … دجى الليل جوّاب الفلاة عَشَمْشَم

لترفع منه جانبًا دغدغت به … صروف الليالي والزمان المصمصم

فقال له ابنُ الزبير: أمسِكْ عليك أبا ليلى، فإنّ الشعر أهونُ وسائلك علينا، أمّا صفوةُ مالِنا فلآل الزبير، وأمّا عنفوتُه فإنّ بني أسد شغلتنا عنك وتَيْم، ولكن لك في مال الله ﷿ حقّان: حقّ برؤيتك رسولَ الله ، وحقّ بشرائك أهلَ الإسلام، ثم نهض به إلى دار النعم، فأعطاه قلانص سبعًا، وحملًا رحيلًا، وأَوْقَرَ له الرِّكابُ حبًّا وتمرًا، فجعل أبو ليلى يعجل فيأكل من التمر ويأكل الحبَّ، وابن الزبير يقول له: لقد بلغ بك الجَهدُ أبا ليلى، قال: فلمّا قضى نهمتَه قال: أشهدُ رسول الله يقول:

"ما وليتْ قريشٌ فعَدَلتْ، واستُرحِمتْ فرحمتْ، وحدَّثتْ فصدقت، ووعدتْ خيرًا فأنجزت، فأنا والنبيّون على الحوض فراطًا للقاصفين، والقاصفون: الذين يُرسِلون الماءَ على الحوض دفعةً واحدةً" (٢).

قال ابنُ أبي عمر: "المال: الإبل".


(١) كتب المصنّف في الحاشية: (لعلّه: يشقّ).
(٢) الرواية من مسند محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. انظر: المعجم المفهرس (٤٧٨).
وأورده الحافظ في المطالب العالية (٩/ ٦٠٦ - ٦٠٧/ رقم: ٢١٠٦).