للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكر بن طَرْخان قالا: أبنا أبو محمد بن قُدامة، أبنا عبد الحقّ بن عبد الخالق، أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا عبد الغفّار بن محمد، أبنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا أبو حنيفة - هو: محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان الواسطي -، أبنا عمي، أبنا أبي، ثنا طلحة بن زَيْد، عن صَفْوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي قال: "إن الملائكة قالت: يا ربنا! أعطيتَ بني آدم الدنيا، فهم يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبّح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهوا، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعلْ لنا الآخرة، قال: لا أجعل ذريّةَ من خلقتُه بيدي كمن قلتُ له كن فكان" (١).

٤٦٣ - قرأتُ بخط أبي عبد الله سبط ابن رُشَيِّق (٢) - ولعله مما أخذه عن شيخنا ابن تيمية -: "كلُّ ما في العالم - من الرزق وغيره - يحدث بأسباب، ولا يعلم جميعَ شروطها التي بها يتم تأثيرُها إلا الله، ولا يعلم جميعَ الموانع التي يندفع عنها حتى يتم التأثيرُ إلا الله، فهو سبحانه العالم، القادر على التأثير بها، القادر على دفع موانعها، فيجب التوكلُ عليه ويحرم التوكلُ على غيره شرعًا وعقلًا، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن".

* * *


(١) الرواية من حديث أبي علي بن الصواف. وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ طلحة بن زيد متروك كما في التقريب. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: ٦١٧٣)، عن محمد بن حنيفة.
(٢) هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد سبط ابن رُشَيِّق المالكي، توفي سنة ٧٤٩ هـ، ترجم له الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١٨/ ٥١٠) وقال: "كاتب مصنفات شيخنا العلامة ابن تيمية، كان أبصر بخط الشيخ منه، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا"، وانظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٥٩ - ٦٠).