للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دُرْسْتُويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا العبّاس بن الوليد النَّرْسي، ثنا يزيد بن زُرَيْع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنّ النبي قال: "إنّ العبدَ إذا وُضع في قبره وتولّوا عنه أصحابُه، حتى إنّه ليسمع قَرْعَ نعالهم، أتاه ملكان، فيُقعدانه فيتولان: ما كنتَ تقول في هذا الرجل - في محمد ؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهدُ أنه عبدُ الله ورسولُه، فيُقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلكَ الله به مقعدًا من الجنة، - قال: قال رسول الله فيراهما كلاهما - أو قال: جميعًا -". قال قتادة: ذُكر لنا أنه يُفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويُملأُ عليه خضرٌ إلى يوم يُبعثون، ثم رجع إلى حديث أنس بن مالك، قال: "وأما الكافر أو المنافق فيُقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقود: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس، فيُقال له: لا دَرَيْتَ ولا أبليتَ، ثم يُضرب بمطراقٍ من حديد ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً يسمعها من يليه غيرُ الثقلين" (١). وهو لشَيْبَان عن قتادة، في أوَّل الثالث من فوائد ابن الصوّاف (٢). رواه البخاري (٣)، عن خليفة عن يزيد بن زُرَيْع، ولفظه: "فأقعداه".

٦٠١ - قال أبو عمر الطَّلَمَنْكي: وهذا إسنادٌ صحيحٌ متَّصل؛ ألا ترى إلى قوله (فأقعداه)، وقوله (ويُضْرَب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحةً)، وهذا كلّه يدلّك على أنّ الروح يُعاد فيه، لا على ما قال ابنُ مَيسرة (٤) الزائغُ الضالُّ المُضلّ.


(١) الرواية من مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: ٤٣).
(٢) فوائد أبي علي بن الصواف (رقم: ١).
(٣) في الجنائز (رقم: ١٣٣٨).
(٤) هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن ميسرة (أو: مسرّة)، من الفلاسفة الأندلسيين ودعاة الإسماعيلية، توفي سنة ٣١٩ هـ. انظر: جذوة المقتبس (٥٨) وتاريخ أبي الفرضي (٣٣٧).