إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله العسقلاني بعسقلان، أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المَلَطي، ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الرافِقي، ثنا الحسن بن مولسى الكِناني، ثنا أحمد بن وَهْب القرشي قال: قال أحمد بن محمد حنبل: "هذه مذاهبُ أهلِ العلم وأصحابِ الأثر، المتمسِّكين بعروتها، المعروفين بها، المُقتدَى بهم فيها، من لَدُنْ أصحابِ النبي ﷺ إلى يومنا هذا، وأدركتُ من علماء الحجاز والشام وغيرهم، فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلَها فهو مخالفٌ مبتدعٌ، وخارجٌ عن الجماعة زائلٌ عن منهجِ السنّة وسبيلِ الحق"، فذكر أشياءَ منها:
"ويستثني في الإيمان؛ غير أن لا يكون الاستثناءُ شكًّا، إنما هو سنة ماضية"، وقال:
"والماءُ فوق السماء السابعة، وعرشُ الله فوق الماء، واللهُ على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حُجُبٌ"، وقال:
"ويُخْرِجُ قومًا بيده، وكلَّمَ الله موسى تكليمًا، من الله سمع موسى يقينًا، وناوله التوراةَ من يده، ولم يزل اللهُ متكلمًا عالمًا".
وقال قبل ذلك:"وقد خُلقتِ الجنة وما فيها، وخُلقت النار وما فيها، خلقهما الله ثم خَلَقَ الخَلْق لهما، لا يفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبدًا، فإن احتجّ مبتدعٌ بقول الله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، ونحو هذا من متشابه القرآن، قيل له: كل شيء مما كتب الله عليه الفناءَ والهلاكَ هالكٌ، والجنةُ والنارُ خلقهما الله للبقاء لا للفناء ولا للهلاك، وهما من الآخرة لا من الدنيا، والحورُ العينُ لا يَمُتْن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدًا؛ لأن الله خلقهن للبقاء لا للفناء، ولم يكتب عليهنّ الموتَ، فمن قال خلافَ ذلك فهو مبتدع، ونعرفُ للعرب حقَّها وفضلَها وسابقتَها ونُحبُّهم؛ لحديث رسول الله: "حبُّ العرب إيمانٌ، وبغضُهم نفاقٌ".