للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٦١ - أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عُمَر بن اللّتّي، أبنا أبو المعالي بن الجبّان، أبنا علي بن أحمد بن البُسْري -إجازةً-، أبنا الإمام أبو عبد الله عُبَيْد الله بن محمد بن محمد الفقيه (١) -فيما أذن لنا-، أنّ أبا الحسن أحمد بن زكريا الساجي حدّثهم، قال: حدثني أبي، قال: ثنا الربيع بن سليمان قال: سمعتُ الشافعيَّ يقول: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوق، ومن قال مخلوقٌ فهو كافر" (٢). (قال الربيع: "والقرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر") (٣).

٩٦٢ - وبهذا الإسناد، أبنا عُبَيْد الله بن محمد بن محمد الفقيه -فيما أذن لنا أن نرويَه عنه-، أن أبا عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطّار حدثهم، ثنا أبو يوسف محمد بن المثنى الدينَوَري، ثنا أبو بكر محمد بن عِمْران بن موسى الدينَوَري، حدثني أبو أحمد الأسدي قال: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فقلتُ: يا أبا عبد الله، لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ فقال: "يُوَجّه القرآن على خمس جهات: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعين، وخطٌّ بيد"، فأشكل عليّ قولُه، وبقيتُ فيه متحيّرًا، فقال لي: "ما حالك؟ القلبُ مخلوق والمحفوظُ به غير مخلوق، واللسانُ مخلوق والمتلوُّ به غير مخلوق، والأذنُ مخلوقٌ والمسموعُ إليه غير مخلوق، واليدُ مخلوقة والمحفوظُ به غير مخلوق، والعينُ مخلوق والمنظورُ إليه غير مخلوق"، قال: فقلت له: يا أبا


(١) هو ابن بطّة مصنّف كتاب الإبانة.
(٢) أخرجه ابن بطة في الإبانة -الرد على الجهمية- (٢/ ٥٢/ رقم: ٢٥٠)، والرواية هنا من طريقه. وقد رواه بنحوه من رواية أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي عن الربيع، كما أخرجه الحافظ اللالكائي في السنة (٢/ ٢٥٢/ رقم: ٤١٩).
(٣) ما بين القوسين وضع المصنف في أولها رمز (لا)، وفي آخرها رمز (إلى)؛ إشارة إلى سقطها من السماع.