للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على قولٍ أو فعلٍ قيل أو فُعل عنده، فلم يغيّرْه ولم يعقبه بالنكير، كان شرعًا منه وسنّةً، كيف وقد صرّح بالتصديق له، فهذا أبلغُ وأثبتُ وأقوى، وما يذكرُه عقيب هذا من الأحاديث مُبْطِلٌ لقوله ورادٌّ له، والله وليّ التوفيق". ثم ذكر أحاديثَ تقليب القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن.

١٢٥٨ - قرأتُ في مقامع هامات الصُّلْبان (١) لأبي جعفر أحمد بن عبد الصمد بن محمد الخَزْرَجي القُرْطُبي قال (٢): وفي التوراة عن اللوحين: أنهما يتقوّسان بأصبع الله، قال: والله قد أخبرنا عن ذلك في محكم كتابه فقال: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٤٥]. ذكر أبو جعفر هذا فيما أنكره على النصارى من التوراة التي بأيديهم، فإن أراد إنكارَ نسبةِ هذا إلى التوراة فهذا فيه نظر، وإن أراد إنكارَ لفظةِ الأصبع فليس بصحيح؛ إذ فيها أحاديثُ صحيحة هو غيرُ بالغٍ في العلم بها نقلًا وتوجيهًا.

وأما حديثُ عَوْن بن عبد الله المُرْسَل:

١٢٥٩ - فقال أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم بن عبد الله التُّجيبي يعرف بابن زُغْبَة (٣): حدثنا سعيد بن الحَكَم بن أبي مريم، أبنا يحيى بن أيوب، حدثني محمد بن عَجْلان، عن عَوْن بن عبد الله، أن رسول الله كان يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك".


(١) مطبوع بعنوان: بين الإسلام والمسيحية كتاب أبي عبيدة الخزرجي.
(٢) بين الإسلام والمسيحية (ص ٢٤٦).
(٣) من رجال التهذيب، توفي سنة ٢٩٦ هـ.