للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن أيّوب إلّا عبّاد بن منصور، ولا عن عبّاد إلّا رَيْحان بن سعيد، وقد حدّث أهلُ العلم عن رَيْحان مثلُ علي بن المديني وابنُ عَرْعَرَة وإبراهيم بنُ سعيد وغيرُهم".

قال النسائي (١): "عبّاد بن منصور البصري ضعيف، وقد كان أيضًا تغيّر".

١٥٤٠ - (٢) ذكر أبو الفرج ابن الجَوْزي - كان قد تجهَّم في منهاجه - حديثَ عبد الله بن عَمْرو قولَه في خلق الملائكة: من نور الذَّراعين والصدر، قال: وفي لفظ: من نور ذراعيه وصدره، ثم قال: وهذا لا يثبتُ عنه، ولو ثبت احتُمل أن يكون مُخبِرًا به عن أهل الكتاب، واحتُمل أن يكون الصدرُ والذِّراعان من أسماء بعض المخلوقات، وقد وُجد في النجوم ما سمّي ذراعين، قال: فأما حملُه على صفات الحقّ فقبيح؛ لأنه لا يجوز أن يُخلق من صفات القديم مُحدَث؛ لأن هذا هو التبعيض الذي ادّعته النصارى في عيسى.

١٥٤١ - وقال ابن الجَوْزي في كتاب دفع شُبَه التشبيه بكَفّ التنزيه وذكر هذا الحديث فقال (٣): "رواه القاضي عن عبد الله بن عَمْرو موقوفًا أنه قال: خلق الله الملائكة من نور الذِّراعين والصدر، قال ابن الجَوْزي: قد أثبت به القاضي ذراعين وصدر صفةً لله سبحانه، وقال: ليس بجوارح، وهذا قبيح؛ لأنه حديث ليس بمرفوع، ولا يصحّ، وهل يجوز أن يُخلق مخلوق من ذات القديم؟ هذا أقبح ممّا ادّعاه النصارى".

قلتُ: وقد يقال: هو من جنس قول بعض الفلاسة بالتولّد والواحد


(١) الضعفاء والمتروكون (رقم: ٤٣٥). وانظر: الميزان (٢/ ٣٧٦ - ٣٧٩).
(٢) كتب المصنف بعد النص السابق: (الوريقة)، وهي هذه.
(٣) دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص ١٨٤).