الأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره انتهى وقيل معناه أيضاً اضطرب وقيل غضب، قوله (صعد) هو بكسر العين في الماضي وبفتح في المستقبل هذا واضح وقوله (بعد) بالضم يعني عن الخير وفي رواية ابعده الله ويروي بالكسر أي هلك ولا مانع من حمله عن المعنيين.
[الثانية في تحقيق خطيء]
الثانية قال في النهاية يقال خطيء في دينه اثم فيه والخطيء الذنب والأثم واخطأ يخطيء إذا سلك سبيل الخطأ عمداً أو سهمواً ويقال خطأ بمعنى اخطأ أيضاً وقيل خطيء إذا تعمد وخطأ إذا لم يتعمد ويقال لمن أراد شيئاً ففعل غيره أو فعل غير الصواب أخطأ ووقع في الشقا أخطى وهو بضم الهمزة مكسور الطاء مبني لما لم يسم فاعله.
[الثالثة]
الثالثة استشكلحمل حديث من نسي الصلاة علي على ظاهرة لماورد، رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ولما هو مقرر من أنا الناسي غير مكلف وغير المكلفلا لوم عليه فالجواب إن المراد بالناسي التارك كقوله تعالى {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} وكقوله {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} اي تترك في النار وقال الهروي في الآية الأولى معناها تركوا أمر الله فتركهم من رحمته وكقوله {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} ولما كان التارك لها لا صلاة له والصلاة له والصلاة عماد الدين فمن تركها حق له ذلك فلا تكونن عنالصلاة على نبيك غافلاً فيكون نور الخير عنك أفلا وتكون من أبخل البخلاء والمتخلقين باخلاق أهل الجفاء وغير العقلاء والمتقلبين بقلوب غير مطمئنة والمنكبين عن طريق الجنة وفقلك الله وإياي لمرضاته وغربنا فيما يبلغ بجزيل عطائه وصلاته بمنه وكرمه.
[الرابعة في تحقيق البخل]
الرابعة البخل هو إمساك ما يقتني عن من يستحقه وفي الأحاديث الماضية دلالة على أنه يوصف بالبخل من تكاسل عن الطاعة والله أعلم.