للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قولهم مثلاً (١): دخلت (٢) الكوفة فالبصرة؛ إذ لا يشترط في دخول البصرة أن يلي دخول الكوفة بالزمان الفرد، بل إن كان بينهما ثلاثة أيام فدخل بعد الثلاثة، فذلك تعقيب عادة، وإن دخل بعد أربعة أيام أو أكثر فليس بتعقيب عادة، ولا يشترط في دخول البصرة أن يلي دخول الكوفة بالزمان الفرد؛ لأن ذلك محال عادة والعرب لم تضع المحال (٣).

قوله: (والفاء للتعقيب) يريد بها العاطفة، وأما الفاء (٤) التي هي الجواب (٥) فلا تقتضي التعقيب، كقولك: إذا دخلت مكة فاشتر لي عبدًا، ومنه قوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} (٦) معناه: فيستأصلكم بعذاب، فقد حصل الافتراء منهم، ولم يحصل الاستئصال في الحين.

قوله: (للتعقيب [والترتيب] (٧)): مثاله قولك: قام زيد فعمرو، فالفاء (٨) ها هنا يفيد أمرين.

أحدهما: أن (٩) قيام عمرو بعد قيام [زيد.


(١) "مثلاً" ساقطة من ز.
(٢) في ز: "دخلنا".
(٣) نقل المؤلف بالمعنى من شرح التنقيح للقرافي ص ١٠١.
(٤) "الفاء" ساقطة من ط.
(٥) في ط: "للجوات" وهو خطأ.
(٦) سورة طه آية رقم (٦١).
(٧) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(٨) في ط: "والفاء".
(٩) "أن" ساقطة من ط.