للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيجوز الاقتصار على مسح بعض (١) الرأس (٢).

واستدل على كون الباء للتبعيض يقول العرب: أخذت بثوب زيد، معناه: أخذت ببعض ثوب زيد؛ إذ من (٣) العلوم عادة أنه لم يحط يده بجميع الثوب.

أجيب عن هذا: بأن (٤) الباء إنما أفادت (٥) إلصاق الأخذ (٦) بالثوب خاصة، وإنما استفيدت (٧) التبعيض من المعنى لا من الباء، ومعلوم (٨) أن اليد لا تحيط (٩) بجميع الثوب.

واستدلوا أيضًا بقول الشاعر:

شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج (١٠) خضر لهن نئيج (١١)


(١) المثبت من ط، وفي الأصل وز: "بعض مسح".
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٦/ ٨٧ - ٨٨.
(٣) المثبت من ز، ولم ترد "من" في الأصل وط.
(٤) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "أن".
(٥) في ز: "أفاد".
(٦) في ز: "الأيدي".
(٧) في ز وط: "استفيد".
(٨) في ط وز: "إذ معلوم".
(٩) في ط وز: "لا يحيط".
(١٠) "لجج" ساقطة من ط.
(١١) قائل هذا البيت هو أبو ذؤيب الهذلي، وروي: "ثم صعدت".
ويقول البغدادي: قال ابن السيد: هذيل كلها تصف أن السحاب تستقي من البحر ثم تصعد في الجو، وهذا ما عليه الحكماء من أن السحاب ينعقد من البخار، أعني الأجزاء الهوائية المائية المتحللة بالحرارة من الأشياء الرطبة، وذلك أن البخار المذكور إذا تصاعد ولم يتلطف بتحليل الحرارة أجزاءه المائية حتى يصير هواء فإنه إذا بلغ =