للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ش: قوله: (وها هنا دقيقة) معنى الدقيقة (١): الذي (٢) يدق في فهمه النظر.

ومقصود المؤلف بهذه الدقيقة أن يقيد ما أطلقه الإمام فخر الدين في تعارض الحقيقة المرجوحة مع المجاز الراجح؛ لأن الإمام توقف في أيهما يقدم على الآخر - كما تقدم - (٣)، ولكن إطلاقه التوقف في جميع الوجوه لا يصح بل يصح التوقف في بعض الوجوه، ولا يصح في بعض (٤) الوجوه (٥).

وبيان ذلك: أن ها هنا خمسة أوجه: وجهان منهما: لا يصح فيهما التوقف، وثلاثة أوجه: يصح فيها التوقف.

فأحد الوجهين اللذين لا يصح التوقف فيهما: إذا كان الكلام في سياق النفي، والمجاز الراجح بعض أفراد الحقيقة كالدابة والطلاق؛ وذلك أن لفظ الدابة حقيقة مرجوحة (٦) في مطلق ما اتصف بالدبيب، وهو: مجاز راجح في الحمار.

وكذلك الطلاق (٧) هو: حقيقة مرجوحة في مطلق الانحلال؛ كالانحلال


(١) في اللسان: والدقيق: الأمر الغامض، مادة (دقق).
(٢) في ط: "هي المعنى الذي". وفي ز: "المعنى".
(٣) يقول فخر الدين في المعالم (ص ٦٥): إذا دار اللفظ بين الحقيقة المرجوحة وبين المجاز الراجح لم يتعين لأحدهما إلا بالنية.
(٤) في ط: "البعض".
(٥) "الوجوه" ساقطة من ط.
(٦) "مرجوحة" ساقطة من ز.
(٧) في ط وز: "لفظ الطلاق".