للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} (١) (٢)، وبيّن الله تعالى ذلك بقوله: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} (٣)، ومعنى ذي ظفر: ما ليس بمنفرج الأصابع كالإبل والنعام والأوز، وقد بين المجاصي (٤) ذلك في أرجوزته (٥) فقال:

وجاءنا/ ٢٤٥/ في وصف كل ذي ظفر ... يعني البعير والنعام والحمر

وقيل كل كاسب بالظفر ... من سبع أو غيره كالطير (٦)

ثم الحوايا مبعر في البطن ... فيما حكى ذوو النهى والفطن (٧) (٨)

وقوله: أو الحوايا: في مفرده ثلاثة أقوال ذكرها المهدوي في التحصيل (٩).


(١) النساء: ١٦٠.
(٢) انظر: العدة لأبي يعلى ٣/ ٧٧٢، والمسطاسي ص ٥٦.
(٣) الأنعام: ١٤٦.
(٤) لم أجد له ترجمة، وقد جاء في طرة أرجوزته أن اسمه محمد بن محمد المجاصي، وكنيته أَبو عبد الله.
(٥) هي أرجوزة في غريب القرآن للمجاصي، توجد منها نسخة في الخزانة العامة بالرباط برقم ١٦٤٥ د.
(٦) في أرجوزة المجاصي: "وغيره في الطير".
(٧) في أرجوزة المجاصي: "فيما حكاه ذو الحجا والفطن".
(٨) انظر: أرجوزة المجاصي في غريب القرآن. غريب سورة الأنعام ورقة ٨١/ ب.
(٩) كتاب في التفسير اختصره المهدوي من كتابه الكبير الموسوم بالتفصيل، يوجد مخطوطًا بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم ٦٥٨ مجلد واحد فيه من الآية ٤٤ من سورة آل عمران إلى آية ٢٣ من سورة هود، وقد أكلت الأرضة أطرافه وكتب على غلافه: جزء من التفسير مجهول مؤلفه.