للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحضرة (١) ابن شهاب الزهري، فقال ابن شهاب: لا أعرف هذا الحديث، فقال له أبو حازم: أكل سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفتها؟ فقال: لا، فقال (٢): أثلثها؟ فقال: لا، فقال [له] (٣): أنصفها؟ فسكت فقال له: اجعل هذا في النصف الذي لم تعرفه.

فهذا (٤) ابن شهاب مع كثرة حفظه، فما ظنك بغيره؟ (٥).


= عهده وسار في الناس سيرة حسنة حتى توفي سنة ١٩٣ هـ.
انظر: تاريخ بغداد ١٤/ ٥، والشذرات ١/ ٣٣٤، والبداية والنهاية ١/ ٢١٣.
(١) "بمحضرة" في الأصل.
(٢) "له" زيادة في ز.
(٣) ساقط من ز.
(٤) وهذا في ز.
(٥) ذكر هذه القصة القرافي في شرحه ص ٣٥٦، والمسطاسي ص ١٠٣.
وسياق هذه القصة غريب، فإن أبا حازم والزهري لم يدركا عهد الرشيد، إذ توفي أبو حازم سنة ١٣٥ هـ وابن شهاب توفي سنة ١٢٥ هـ, أما الرشيد فلم يولد إلا سنة ١٤٩ هـ, وتوفي سنة ١٩٣ هـ.
وقد نقل حلولو عن العراقي اعتراضه على القرافي في إيراد هذه القصة.
قال: إنهما ماتا قبل مجيء الدولة العباسية وإنما كان اجتماعهما في مجلس سليمان ابن عبد الملك. اهـ.
قلت: ولم أجد من ذكرها في ترجمة أبي حازم ولا في ترجمة الزهري.
وقد وجدت قريبًا منها بين الزهري وإسماعيل بن محمد وهي ما رواه البيهقي بسنده إلى إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عمه عامر بن سعد عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه وعن شماله حتى كأني أنظر إلى صفحة خده، فقال الزهري: ما سمعنا هذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له إسماعيل بن محمد: أكل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سمعته؟ قال: لا، قال: فثلثه؟ قال: لا، قال: فنصفه؟ فوقف الزهري عن النصف أو عند الثلث، فقال له إسماعيل: اجعل هذا =