للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

احتياطًا لمراد المتكلم؛ لأنه إذا حمل على جميع (١) معانيه فلا يشك أنه مشتمل على مراد المتكلم.

والضمير في قوله: (لاشتماله) يعود على الحمل تقديره: وإنما حمله على جميع معانيه لاشتمال حمله على جميع معانيه على مراد المتكلم.

مثال ذلك إذا قال المتكلم: انظر إلى (٢) العين، فإن العين لفظ مشترك (٣) يطلق على المقلة، وعين الركبة، وعين الركية، وعين الميزان، وعين الشمس، ونفس الشيء، وخيار الشيء، وعين الرحى، وغير ذلك (٤).

فإذا قال المتكلم: انظر إلى العين فلا يعرف مراده؛ لأن (٥) اللفظ مجمل: فقال الجمهور من العلماء (٦): يجب التوقف حتى يرد البيان فلا يتصرف فيه إلا بدليل يعين أحد مسمياته.

وقال الشافعي: يجب حمله على جميع معانيه (٧)، فإنه في المثال المذكور


(١) "جميع" ساقطة من ز.
(٢) "إلى" ساقطة من ط.
(٣) في ز: "فإن لفظ العين مشترك".
(٤) انظر: القاموس المحيط مادة (عين).
(٥) في ط: "لأنه".
(٦) "من العلماء" ساقطة من ز.
(٧) اختلف العلماء في اللفظ الواحد من متكلم واحد في وقت واحد إذا كان مشتركًا بين معنيين هل يحمل على معنييه جميعًا أولا؟
فذهب الشافعي، والقاضي عبد الجبار، والقاضي أبو بكر الباقلاني، وأبو علي الجبائي إلى: صحة ذلك بطريق الحقيقه بشرط ألا يمتنع الجمع بينهما، غير أن مذهب الشافعي أنه مهما تجرد ذلك اللفظ عن القرينة الصارفة له إلى أحد معنييه وجب حمله على المعنيين.