للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: حقيقتها كون اللفظ بحيث (١) إذا أطلق دل.

وهذان القولان ذكرهما ابن سيناء (٢).

حجة القول الأول: أن اللفظ (٣) إذا حصل منه فهم السامع قيل: هو لفظ دال، وإن لم يحصل منه فهم السامع قيل: هو لفظ لم يدل، فدار إطلاق لفظ الدلالة مع الفهم وجودًا وعدمًا، فيقتضي ذلك: أن الفهم هو: مسمى الدلالة، كدوران لفظ الإنسان مع الحيوان الناطق، وسائر الأسماء مع مسمياتها (٤).

وحجة القول الثاني: أن الدلالة صفة للفظ؛ لأنك تقول: لفظ دال،


(١) "بحيث" ساقطة من ز.
(٢) يقول ابن سينا موضحًا دلالة اللفظ: ومعنى دلالة اللفظ هو أن يكون اللفظ اسمًا لذلك المعنى على سبيل القصد الأول، فإن كان هناك معنى آخر يقارن ذلك المعنى مقارنة من خارج يشعر الذهن به مع شعوره بذلك المعنى الأول، فليس اللفظ دال عليه بالقصد الأول.
انظر: الشفاء لابن سيناء "المنطق" ص ٤٣.
ونسب هذين القولين لابن سيناء، المسطاسي في شرح تنقيح الفصول في الفصل الرابع من الباب الأول ص ٩٥.
وابن سينا هو: الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، ولد سنة سبعين وثلاثمائة، اشتهر بالفلسفة، وأنكر عليه بعض العلماء شيئًا من أفكاره، وحكي أنه تاب في آخر عمره، توفي سنة (٤٢٨ هـ).
انظر ترجمته في: وفيات الأعيان (٢/ ١٥٧)، خزانة الأدب ٤/ ٤٦٦.
(٣) في ط: "القول".
(٤) انظر حجة هذا القول في شرح التنقيح للقرافي ص ٢٣، شرح التنقيح للمسطاسي ص ٩٥.