للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجاز في التركيب، وقول عبد القاهر في نحو: أحياني اكتحالي بطلعتك، أن المجاز في الإسناد بعيد لاتحاد جهته (١). انتهى نصه.

يعني أن المجاز إنما هو في جهة الإفراد خاصة، دون جهة الإسناد.

وتقرير ذلك أن يقال: المفردات إما تستعمل في موضوعاتها أم لا فإن استعملت في موضوعاتها بطل المجاز في المفردات، وإن استعملت في غير موضوعاتها حصل المجاز في المفردات، وبطل مجاز التركيب لملاحظة المعنى في الأصل، فإنه يقول: سرني (٢) رؤيتك، وهذا لا مجاز فيه من حيث التركيب، فيلزم أحد الأمرين: إما عدم المجاز في المفردات، وإما عدم المجاز في المركبات.

قال المؤلف في شرح المحصول: هذا سؤال فيه مغالطة؛ لأن المدعى (٣) تركيب لفظ الإحياء مع الاكتحال، وهو مجاز في التركيب، والسائل إنما أتى بتركيب لفظ السرور مع الرؤية، وليس هو (٤) محل النزاع فلا يتجه السؤال (٥) لأنه لم يمس محل النزاع (٦).

وما ذكره المؤلف من المجاز في التركيب، إنما هو على مذهب عبد القاهر


(١) انظر: مختصر المنتهى لابن الحاجب ١/ ١٥٣.
(٢) في ز: "سرتني".
(٣) في ز: "المراعي".
(٤) "هو" ساقطة من ز.
(٥) "السؤال" ساقطة من ط.
(٦) نقل المؤلف بالمعنى.
انظر: نفائس الأصول تحقيق عادل عبد الموجود ٢/ ٨٧٣.