للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْمَصِيرُ} (١).

أما (٢) أوعدته بالهمزة (٣) فلا يقال (٤) إلا في الشر خاصة فتقول: أوعدته بالشر ولا تقول: أوعدته بالخير، ومنه قول الشاعر:

أوعدني (٥) بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي شثنة المناسم (٦)


(١) سورة الحج آية رقم ٧٢.
(٢) في ط: "وأما".
(٣) في ط: "بالهمز".
(٤) في ط: "فلا يكون".
(٥) في ط: "أوعدتني".
(٦) قائل هذا البيت هو العديل بن الفرخ، وهو شاعر إسلامي عاش في الدولة الأموية، يلقب بالعباب، وكان قد هجا الحجاج بن يوسف الثقفي، وهرب منه إلى قيصر ملك الروم فبعث إليه لترسلن به أو لأجهزن إليك خيلاً يكون أولها عندك وآخرها عندي، فبعث به إليه، فلما مثل بين يديه ذكره بأبياته التي قالها في هجائه، فذكر له أبياتًا فيها مدح فعفا عنه.
قوله: "أوعدني" يقال: وعدته خيرًا ووعدته شرًا بإسقاط الألف، فإذا حذف الخير والشر قيل: في الخير وعدته، في الشر أوعدته، فالوعد والعدة في الخير، والإيعاد والوعيد في الشر.
والشاهد فيه قوله: "أوعدني"؛ حيث أثبت الألف وذلك عندما أراد الشر، ومعنى أوعدني: تهددني.
قوله: "بالسجن" بالكسر اسم للمحبس.
قوله: "الأداهم" جمع أدهم وهو: القيد.
قوله: "شثنة" أي: غليظة خشنة.
قوله: "المناسم" جمع منسم كمجلس وهو طرف خف البعير واستعاره للإنسان؛ لأنه يريد أن يصف نفسه بالجلادة والقوة والصبر على احتمال المكاره.
انظر: خزانة الأدب للبغدادي رقم الشاهد ٣٦٨ ج (٢/ ٣٦٦)، شرح ابن عقيل رقم الشاهد ٣٠٣ ج (٢/ ٢٥١).