للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن التمني: يكون في الممكن وغير (١) الممكن.

وأما الترجي: فلا يكون إلا في الممكن ولا يكون في غير الممكن.

فإنك تقول في التمني: ليت هذا الجبل ذهب (٢) [ولا تقول: أرجو أن يكون هذا الجبل ذهبًا؛ لأن ذلك محال عادة.

وتقول في التمني: ليت زيدًا الميت حي] (٣)، ولا تقول: أرجو أن يكون زيد الميت حيًا.

وتقول في التمني: ليت الشباب يعود لي، ولا تقول: لعل الشباب يعود لي، وأرجو الشباب يعود لي.

فإذا ثبت هذا علمت أن التمني يكون في الممكن، وفي غير الممكن، وأما الترجي فلا يكون إلا فيما يمكن وقوعه.

وأما الإباحة فمثالها: قوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} (٤)، وقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} (٥).

ومثالها (٦) أيضًا: قولك (٧): جالس الحسن أو ابن (٨) سيرين.


(١) في ز: "وفي غير الممكن".
(٢) "ذهب" ساقطة من ط.
(٣) ما بين المعقوفتين ورد في ط وز، ولم يرد في الأصل.
(٤) سورة المائدة آية رقم ٢.
(٥) سورة الجمعة آية رقم ١٠.
(٦) في ط وز: "ومثاله".
(٧) "قولك" ساقطة من ط.
(٨) المثبت من ط، وفي الأصل: "وابن سيرين"، وانظر: الجنى الداني ص ٢٢٨.