ولا شكَّ أنّ العباداتِ من صلاةٍ، وصيامٍ، وحجٍّ، وزكاةٍ عباداتٌ أَمَرَنَا اللهُ بها، وقد علَّلها في القرآنِ الكريمِ تعليلاً طيِّباً، فقال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلاوتك سَكَنٌ لَّهُمْ والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[التوبة: ١٠٣] .
وقال تعالى:{اتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب وَأَقِمِ الصلاة إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر}[العنكبوت: ٤٥] ، وقال سبحانه:{ياأيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ١٨٣] .
هذه العباداتُ بيَّنَ اللهُ جلّ جلالُه حِكمتَها، ولكنَّ هذا البيانُ الإلهيَّ لا يمْنعُ أنْ يكونَ لها حِكَمٌ أخرى كثيرةٌ جدّاً، فمثلاً علماءُ التربيةِ البدنيّةِ خطَّطوا لِتَمريناتٍ معتدلةٍ يستطيعُها كلُّ الناسِ في كلِّ الأعمارِ، وفي كلِّ الأوقاتِ، وفي كلِّ الأمكنةِ، لا تؤذِي قلوبَهم، ولا تيبّسُ عضلاتِهم، فرسَمُوا حركاتٍ، وسكناتٍ، وتمريناتٍ تُطابقُ حركاتِ الصلاةَ تَطابُقاً تامّاً، فهذه الصلاةُ التي أمَرَنا اللهُ بها إضافةً إلى أنّها تقرِّبنا إلى اللهِ، وتذكّرنا به، وتَصِلُنا به، هي كذلك ذاتُ فائدةٍ لأجسامِنا، فهذه الحركاتُ، والقيامُ، والركوع، والسجود لها فوائدُ كثيرةٌ لجسمِ الإنسانِ.