يقولُ علماءُ الفضاءِ:"إنّ الطبقةَ الأولى هي طبقةُ الهواءِ السفلى، التي تعيشُ فيها الأحياءُ، مِن طيورٍ وكائناتٍ، وما شاكل ذلك، وهذه الطبقةُ أيضاً مؤلفةٌ من عِدّة طبقاتٍ، وهي متقلِّبةٌ من حالٍ إلى حالٍ، ومتحوِّلةٌ من مكانٍ إلى مكانٍ، مِن حالةِ الحَرِّ، إلى حالةِ البردِ، إلى حالةِ الغُيُومِ، إلى حالةِ الأمطارِ، إلى حالةِ العواصفِ، إلى حالةِ الزَّعازعِ، تنتقل فيها هذه المنخفضاتُ، وهذه المرتفعاتُ من مكانٍ إلى مكانٍ، وانتقالُها أساسُ التنبُّؤاتِ الجويةِ".
فهذه الطبقةُ السفلى لا يزيدُ ارتفاعُها أولَ الأمر على ستة عشر كيلو متراً.
والطبقة الثانية، هي طبقةٌ فيها جزيئاتٌ غازيةٌ كبريتيةٌ، هذه الجزيئاتُ الغازيةُ الكبريتيةُ، تلقِّحُ السحابَ، وتسهِّلُ عمليةَ الأمطارِ، ولولا هذه الطبقةُ الكبريتيةُ لمَا هَطَلَتِ الأمطارُ، ولما كانتِ الحياةُ على سطحِ الأرضِ، وفي هذه الثانية أيضاً طبقةُ الأوزون، وهي غلافٌ مِن الأُكسِجين الثلاثي، الذي يمتصُّ الأشعةَ فوقَ البنفسجيةِ القَاتِلةَ، لأنّ هناك في الشمسِ أشعةً فوقَ البنفسجيةِ، تمتصُّها طبقةُ الأوزون، ولا تسمح طبقةُ الأوزونِ بمرورِ هذه الأشعةِ القاتلةِ إلا بجزءٍ يسيرٍ يسِيرٍ يقتل الجراثيمَ الضارَّةَ في الكائناتِ الحيةِ، فالتعرُّضُ للشمسِ مفيد ومطهِّر، ولكن قد أصابَ طبقةَ الأوزونِ بعضُ الخللِ مِن كثرة رحلاتِ الفضاءِ، والأقمار الصناعيةِ، وبعض الصناعات الغازية، وبدأ سرطانُ الجلدِ ينتشرُ بأعدادٍ وبائيةٍ كبيرةٍ في بعض الدول المتقدمة، حيث إنّ طبقةَ الأوزونِ في تلك الأماكنِ قد أصابَها بعضُ الخللِ.
وأمّا الطبقةُ الثالثةُ فهي تشبِهُ فُرناً ذريّاً شديدَ اللهب، ولولا هذه الطبقةُ لكانتِ الأحجارُ الكونيةُ، والكوَيْكباتُ المتساقطةُ قد دَمَّرتْ كلَّ شيء على الأرض، ولكنَّ هذه الطبقةَ تصهرُ كلَّ شيءٍ؛ من نيازكَ، من معادنَ، من كويكباتٍ، من أحجارٍ، تصلُ إلى الأرضِ بفعلِ الجاذبيةِ، إنها تحترقُ في هذه المنطقةِ على الأرض، وتتشهَّبُ، وتصبحُ رماداً، لا يُرَى إلا بالمَجاهِر.