للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجيد أن يكون "واحدة" منصوبًا، أي: امسح مسحة واحدة أو افعل ذلك مرّة واحدة. ولو رفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: الجائز مرّة واحدة - لكان وجهًا.

(١٠٨ - ١٠) وفي حديثه: "سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ" (١).

الوجه أن يضم "أَوَّلُ" ضمة بناء؛ كما قالوا: بدأ بهذا أول، وإنّما بني لقطعه عن الإضافة كما بنيت (٢) "قبل" و "بعد والتقدير: أول كلّ شيء.

(١٠٩ - ١١) وفي حديثه: "فَقَالَ: للهِ أَبُوكَ إِنْ كَذَبْتُكَ" (٣):

التقدير: ما كذبتك، و"لله أبوك" في حكم القسم. وقوله: فوجب لي أجره: "أجره" فاعل "وجب"، والمعنى أن صوم ثلاثة أيّام يضاعف ثوابه حتّى كأني صمته كله.

(١١٠ - ١٢) وفي حديثه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! الصَّلَاةُ؟ ! قَالَ: "خَيْرٌ


= "لكن له طريق أخرى، فقال الطيالسي (٤٧٠): حدّثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي ذر به دون قوله: "أو دع"، وقال: قال سفيان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - نحوه".
قلت (الألباني): ولعلّ هذا هو الأولى، لموافقته للطريق الأولى عن أبي ذر، وعلى كلّ حال فالحديث بهذا اللّفظ صحيح، والله أعلم.
قلت: كلا، فكان فيه تدليس الأعمش، قال يعقوب بن أبي شيبة في "مسنده": "ليس يصح للأعمش عن مجاهد إِلَّا أحاديث يسيرة؛ قلت لعلّي بن المديني: كم سمع الأعمش عن مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إِلَّا ما قال: "سمعت"، هي نحو من عشرة، وإنّما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيي القتات.
"تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٢٥).
(١) صحيح: أخرجه البخاريّ (٣٣٦٦)، ومسلم (٥٢٠)، وأحمد (٢٠٤٥٢).
(٢) في خ: قطعت.
(٣) ضعيف: أخرجه أحمد في "المسند" برقم (٢٠٨٣٢)، وفيه الجريرى، قال الحافظ: ثقة اختلط قبل موته.

<<  <   >  >>