للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرف الخطّاب، وليست اسمًا (١)، و"رويد" يتعدى لمفعول واحد (٢).

(٤٩ - ٢٣) وفي حديثه: "مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِم يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثةٌ منْ وَلَده لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أدْخَلَ اللَّهُ أبَوَيْهِمُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ" (٣):

فـ "من" زائدة، و" مبتدأ، إلى قوله: "لم يبلغوا الحنث" صفة للمبتدأ، والخبر: "إِلَّا أدخل الله أبويهم الجنَّة"، فإن قيل: الخبر هنا جملة، وليس فيها ضمير يعود منها إلى المبتدأ! ! ، فالجواب: أن الرَّجل المسلم الّذي هو المبتدأ هو أحد أبوي المولود وهو المذكور في خبر المبتدأ، فقد وضع الظّاهر موضع المضمر لغرض، وهو إضافة الأم (٤) إليه، فهو كقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: ٩٠] (٥).


(١) وهذ مذهب سيبويه - رحمه الله! - فإنّه قال (الكتاب ١/ ٢٤٤). "وينبغي لمن زعم أنّهن (يعني الكافات السابقة) أسماء أن يزعم أن كاف "ذاك" اسم، فإذا قال ذلك لم يكن بد من أن يزعم أنّها مجرورة أو منصوبة -، ولنبغي أن يقول: إن تاء "أنت" اسم، وإنّما تاء "أنت" بمنزلة الكاف. ومما يدلُّك على أنّه ليس باسم قول العرب: أرأيتك فلانًا ما حاله؟ ! فالتاء علامة المضمر المخاطب المرفوع، ولو لم تلحق الكاف كنت مستغنيًا كاستغنائك حين كان المخاطب مقبلًا عليك عن قولك: يا زيد .. " اهـ.
(٢) قال السيوطيّ: "وقال النووي: "رويدك" منصوب على الصِّفَة لمصدر محذوف، أي: سوقًا رويدًا، ومعناه: الأمر بالرفق، و"سوقك" منصوب بإسقاط الجار، أي: ارفق في سوقك بالقوارير.
وقال الأندلسي في "شرح المفصل": تلحق الكاف "رويد" إذا كان اسم فعل، وإذا كان مصدرًا لما فيها من معنى الأمر في هذين الوجهين، والكاف في الأمر حرف خطاب بمنزلتها في "ذاك" وأنّها دخلت لتبين من تعني إذا خفت اللبس بِمَنْ لا تعني، وتحذفها إذا لم تخف لبسًا.
وذهب بعض النحويين إلى أن هذه الكاف في موضع رفع، ومنهم من قال: في موضع نصب، والقولان باطلان .. ". "عقود الزبرجد" (١/ ٤٦ - ٤٧)، و"إكمال إكمال المعلم" (٦/ ١٢١)، و" شواهد التوضيح " (ص ٢٠٥).
(٣) صحيح: أخرجه البخاريّ (١٣٨١)، والنسائي (١٨٧٣)، وأحمد (١٢١٢٦)، وهذا لفظ أحمد.
(٤) في خ: اللام، وكذا في النسخة الّتي اعتمد عليها السيوطيّ في "عقود الزبرجد" (١/ ٤٧).
(٥) قال السيوطيّ: " وقال الحافظ ابن حجر: الضمير في "رحمته" راجع إلى الله، وفي "إياهم" راجع إلى الأولاد، أي: بفضل رحمة الله للأولاد. وقال ابن التين: قيل: إن الضمير في "رحمته" للأب في قوله: "ما من رجل مسلم" لكونه كان يرحمهم في الدنيا فيجازى بالرّحمة في الآخرة".
قال ابن حجر: الأوّل أولى، ويؤيده أن في رواية ابن ماجه: "رحمة الله إياهم"
وقال الكرماني: الظّاهر أن المراد بقوله: "إياهم" جنتي (كذا) المسلم الّذي مات أولاده لا أولاد أبي الفضل =

<<  <   >  >>