الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: إِثْبات الإِذْن للَّه تعالى، وإِذْن اللَّه تعالى -كما سَبَقَ في التَّفسير- يَنقَسِم إلى قِسْمَيْن: شَرعيٍّ وكَوْنيٍّ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أن ما جاء به النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فهو نُورٌ كالسِّراج يُضيء الظُّلَم؛ لقوله تعالى:{وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: مَن قال: إن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لا ظِلَّ له. يَعنِي: لو وقَفَ في الشمس والشَّمْس مائِلة لا يَكون له ظِلالٌ، فهذا غيرُ صحيح، فإن قوله تعالى:{وَسِرَاجًا مُنِيرًا} أي: سِراجًا مَعنَويًّا، وإلَّا فإن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- له ظِلٌّ كغيره؛ لأنه بشَرٌ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أن كلَّ مَن حكَمَ بشَريعة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه على سِراج مُنير؛ لقوله تعالى:{وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ: فَضيلة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث جَمَع اللَّه تعالى له بين هذه الأَوْصافِ العَظيمة النُّبوَّة والرِّسالة والشَّهادة والبِشارة والإنذار، والدعوة إلى اللَّه تعالى بإِذْنه، وأنه السِّراج المُنير.
* * *
(١) أخرجه البخاري: كتاب اللباس، باب المتنمصات، رقم (٥٩٣٩)، ومسلم: كتاب اللباس، باب تحريم فعل الواصلة، رقم (٢١٢٥)، من حديث عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-.