قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَتْ} هذه مَعطوفة على ما سبَق، {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} يَعنِي: واذكُرْ هذه القَوْلةَ المُنكَرة {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} الطائِفة: الجامِعة من الناس {مِنْهُمْ} الضمير يَعود على المُنافِقين، كما قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:{وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ}[أَيْ: مِن المُنافِقين]{يَاأَهْلَ يَثْرِبَ} يَثرِب يَقول: أهي أرض المدينة، ، وقيل: هي المدينة نَفسُها، فأهل العِلْم بالتاريخ اختَلَفوا: هل يَثرِبُ اسمٌ للمَكان والمَنطِقة التي فيها المدينة، أو أن يَثْربَ هي نفس المدينة؟ وظاهِر الحديث أن يَثرِب هي المدينة.
وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ: [{يَاأَهْلَ يَثْرِبَ} هي أرضُ المدينة، ولم تُصرَف للعَلَمية، وَوَزْن الفِعْل]، يَعنِي: أنها مَمْنوعة من الصَّرْف لهاتين العِلَّتين، العَلَمية، ووزن الفِعْل، ويَدُلُّنَا على أنَّها مَمنوعة من الصَّرْف أنها جُرَّت بالفتحة؛ لأنها مُضافٌ إليه، وحقُّ المُضاف إليه أن يَكون مَجرورًا، وهنا الكلِمة مَفتوحة، لأنها تُجَرُّ بالفتحة كسائِر الأَسْماء التي لا تَنْصرِف.