يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا} مع نَبيِّكم {كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} بقَوْلهم مثَلًا: ما يَمنَعه أن يَغتَسِل معَنا إلَّا أنه آدَرُ].
قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} تَقدَّم الكلام مِرارًا وتَكرارًا على قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} على كَوْنها صُدِّرت بالنداء، وعلى أن فيها وَصْفَ الإيمان.
قوله تعالى:{لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}: {كَالَّذِينَ} الكاف هنا اسمٌ بمَعنَى: مِثْل، فهي خبَر (تَكون){كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}، ولكنَّهم آذَوْهُ بدون ضَرَرٍ ما أَضَرُّوا به، بل آذَوْه فقَطْ.
وهذه الآيةُ لها صِلة بما سَبَق في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[الأحزاب: ٥٧].
وفي قوله تعالى:{لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} فيها تَحذير، وفيها تَسْلية، أمَّا التَّحذير فللمُؤمِنين؛ لأنهم إذا آذَوْا نَبيَّهم استَحَقُّوا ما استَحَقَّه مَن آذَوْا موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وفيها تَسلية للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه إن أُوذِيَ فقد أُوذِيَ مَن قَبْله؛ ولهذا ثَبَت