ثُمَّ قال اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}: {مَا} نافِية، ولفظُ الجلالة فاعِل، و {مِنْ قَلْبَيْنِ} مَفعول {جَعَلَ} الأوَّل مُؤخَّر، ومَفعولها الثاني قوله:{لِرَجُلٍ}، و {مِنْ} هنا نَقول: إنها زائِدة من حيثُ الإعراب.
فنُعْرب {قَلْبَيْنِ} على أنها مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعلامة نَصْبه ياءٌ مُقدَّرة على هذه الياءِ التي جُلِبت لماذا؟ جُلِبَت للحَرْف؛ لأن عَمَلَ الأداة الظاهِرة أَقوى من عمَل الأداة الغير ظاهِر؛ مثَلًا:(جعَل) تَنصِب (قَلْبين)، لكن عارَضَها عامِلٌ مُباشِر أَقوى، وهو حرف الجَرِّ، فتقولون: إن الياء هذه ليسَت ياءَ النَّصب، ولكنَّهَا ياءُ حَرْف الجَرِّ الزائِد، وعلى هذا نَقول: علامة نَصْبه ياءٌ مُقدَّرة في مكان الياء المَوجودة التي اجتُلِبَت من أجل حَرْف الجَرِّ الزائِد.
قوله تعالى:{مَّا جَعَلَ} هذا الجَعْلُ كونيٌّ؛ لأن الجَعْل الذي يُضاف إلى اللَّه تعالى يَنقَسِم إلى قِسْمين: