يَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} اللَّعْن قال أهل العِلْم رَحِمَهُم اللَّهُ: مَعناهُ: الطَّرْد والإِبْعاد عن رحمة اللَّه، وهذه جُمْلة مُؤكَّدة بـ (إنَّ)، وقوله تعالى:{الْكَافِرِينَ} أي: الكافِرين باللَّه تعالى، وبما يَجِب الإيمان به.
وقوله تعالى:{لَعَنَ الْكَافِرِينَ} أَبعَدَهم عن الرحمة.
ثُمَّ قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} يَعنِي: ليسوا مُبعَدين عن الرحمة فقَطْ، وسالِمين من الإِثْم، بل إنهم جُمِع لهم بين الإِبْعاد عن رحمة اللَّه وبين العُقوبة، {وَأَعَدَّ لَهُمْ} أي: هيَّأ لهم {سَعِيرًا}، يَقول: نارًا شديدة يَدخُلونها، نارًا يُسعَرون بها -والعِياذُ باللَّه- فهُمْ وَقودُها والحِجارة، نارًا تَطَّلِع على الأَفئِدة، تَصِل إلى قلوبهم التي في أَجوافهم -والعِيَاذ باللَّه- وهذه النارُ ليسوا باقين فيها يومًا أو يومين أو سَنَة أو سَنَتَيْن.
يَقول اللَّه تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [مُقدِّرًا خُلودَهم] أَشار المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ إلى أن الحال هنا حالٌ مُقدَّرة؛ لأن الخُلود ليس حال كُفْرهم، ولكن حال مجُازاتهم يوم القِيامة، والحال هذه حالٌ مُقدَّرة {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.