للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٦٠ - ٦١)]

* قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [الأحزاب: ٦٠ - ٦١].

* * *

ثُمَّ قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}: {لَئِنْ} يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [لام قسَمٍ] يَعنِي: مُوطِّئة للقَسَم، وليسَتْ هي أداةَ القسَم، والقسَم محَذوف، والتَّقدير: واللَّهِ لئِنْ لم يَنتَهِ، أو ورَبِّكَ لئِنْ لم يَنتَهِ. فهِيَ مُوطِّئة للقسَم، وإنما قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [لام قسَم]؛ لئَلَّا يَتَوهَّم واهِم أنها لامُ الابتِداء، وقوله: (إِنْ) هذه شَرْطية، وقوله تعالى: {لَمْ يَنْتَهِ} مجَزومة، والدليل حَذْف حَرْف العِلَّة الياء، والجازِم لها {لَمْ}؛ لأنها هي المُباشِرة.

قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ} يَعنِي: [عن نِفاقِهم]؛ كما قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ وإنما قال: [عن نِفاقِهم]؛ لأنه هو الوَصْف الذي اشتُقَّ منه اسمُ (المُنافقون)، وإلَّا قد يَكون المَعنَى: لئِنْ لم يَنتَهِ المُنافِقون عن نِفاقهم وعن أَذِيَّتهم للمُؤمِنين وغير ذلك.

وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} بالزِّنا] وهذا بِناءً على أن قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} أن المُراد الأذِيَّة بالتَّعرُّض لهن بالفاحِشة، فالمَعنَى: {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} همُ الذين يَتَعرَّضون للنساء بطلَب الفاحِشة والزِّنا.

<<  <   >  >>