والفَضْل الكَبير هو الجَنَّة، ولا شيءَ أكبَرُ من فَضْل الجنَة قال اللَّه تعالى:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}[آل عمران: ١٨٥]، ولا نَعيمَ أعظَمُ من دُخول الجَنَّة بما يَكون في ضِمْنه، بل هو أعلى شيء فيه، وهو النظَر إلى وجهِ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: أنه يَجِب على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُبشِّر المُؤمِنين بأن لهم من اللَّه تعالى فضلًا كبيرًا؛ تُؤخَذ من قولِهِ تعالى:{وَبَشِّرِ}، والأَمْر للوجوب لا سيَّما على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن الأَمْر للوجوب على كل حال؛ لأن اللَّه تعالى إذَا أَمَر رَسولَه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشَيْءٍ فإنما يَأمُره أن يَفعَله ويُبلِّغَه إلى الناس، وتَبليغ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الرِّسالة واجِب؛ ولهذا نَقول: إن الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَجِب عليه أن يُبَلِّغ حتى السُّنَن، فيَجِب عليه أن يُخبِر بالسُّنَّة، وأن يَفعَلها حتى يَحصُل البَلاغ، ثُمَّ بعد ذلك تَكون مَندوبًا في حَقِّه.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فَضيلة الإيمان، وجهُهُ أن المُتَّصِفين به هم أَهلُ البِشارة؛ لقوله تعالى:{وَبَشِّرِ}.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: بَيانُ مِنَّة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ على المُؤمِنين وأن الفَضْل فضلهُ؛ لقوله تعالى:{بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ} يَعنِي: لا من غَيْره؛ ولهذا قُدِّم {مِنَ اللَّهِ} مع أنه مُتعَلِّق بـ {فَضْلًا كَبِيرًا}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الجزاء على الإيمان أكثَرُ ممَّا عمِله العَبْد من قوله تعالى: {فَضْلًا كَبِيرًا} وقوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ} فيُؤخَذ من الأمرين، أمَّا وَجْه أَخْذه من