للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتاني كلام عن نصيب يقوله ... وما خفت يا سلام أنك عائبي

بمعنى: ما ظننت.

وقد ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيَما حُدُودَ اللهِ} [البقرة: ٢٢٩]، وجوها (١):

أحدها: أن يظهر من المرأة النُّشُوز وسوء الخُلُق، وهو قول ابن عباس (٢) والضحاك (٣).

والثاني: أن لا تطيع له أمراً، ولا تبرّ له قَسَماً، وهو قول ابن عباس (٤)، والحسن (٥)، والشعبي (٦)، وإبراهيم (٧)، والربيع (٨)، والزهري (٩)، وعروة (١٠)، وعامر (١١)، والسدي (١٢)، ومقسم (١٣) ومجاهد (١٤).

والثالث: هو أن يبدي لسانها أنها له كارهة، وهو قول عطاء (١٥).

والرابع: أن يكره كل واحد منهما صحبة الآخر، فلا يقيم كل واحد منهما ما أوجب الله عليه من حق صاحبه. وهو قول عامر (١٦)، طاووس (١٧)، وسعيد بن المسيب (١٨)، والقاسم بن محمد (١٩).

وأولى هذه الأقوال بالصواب: "قول من قال: لا يحل للرجل أخذ الفدية من امرأته على فراقه إياها، حتى يكون خوف معصية الله من كل واحد منهما على نفسه - في تفريطه في الواجب عليه لصاحبه - منهما جميعا، على ما ذكرناه عن طاوس والحسن، ومن قال في ذلك قولهما; لأن الله تعالى ذكره إنما أباح للزوج أخذ الفدية من امرأته، عند خوف المسلمين عليهما أن لا يقيما حدود الله" (٢٠).

قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ الله} [البقرة: ٢٢٩]، أي "فإِن خفتم سوء العشرة بينهما وأرادت الزوجة أن تختلع بالنزول عن مهرها أو بدفع شيء من المال لزوجها حتى يطلقها" (٢١).


(١) انظر: النكت والعيون: ١/ ١٩٥، وانظر: تفسير الطبري: ٤/ ٥٥٧ وما بعدها.
(٢) انظر: تفسير الطبري (٤٨٠٧): ص ٤/ ٥٥٢ - ٥٥٣.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢١): ص ٤/ ٥٥٩.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٤٨١٢): ص ٤/ ٥٥٧.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٢): ص ٤/ ٥٥٩.
(٦) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٤): ص ٤/ ٥٦٠.
(٧) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٦): ص ٤/ ٥٦٠.
(٨) انظر: تفسير الطبري (٤٨١٩): ص ٤/ ٥٥٨.
(٩) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٠): ص ٤/ ٥٥٩.
(١٠) انظر: تفسير الطبري (٤٨١٣): ص ٤/ ٥٥٧.
(١١) انظر: تفسير الطبري (٤٨١٧): ص ٤/ ٥٥٨.
(١٢) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٧): ص ٤/ ٥٦٠.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٨): ص ٤/ ٥٥٩ - ٥٦٠.
(١٤) انظر: تفسير الطبري (٤٨٢٩): ص ٤/ ٥٦١.
(١٥) انظر: تفسير الطبري (٤٨٣٠): ص ٤/ ٥٦٠.
(١٦) انظر: تفسير الطبري (٤٨٣١): ص ٤/ ٥٦٠ - ٥٦١.
(١٧) انظر: تفسير الطبري (٤٨٣٢): ص ٤/ ٥٦٢.
(١٨) انظر: تفسير الطبري (٤٨٣٤): ص ٤/ ٥٦٢.
(١٩) انظر: تفسير الطبري (٤٨٣٣): ص ٤/ ٥٦٢.
(٢٠) تفسير الطبري: ٤/ ٥٦٢. أما طلب الطلاق من أجل التزوج برجل أخرى، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" المُخْتِلعَاتُ والمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ المُنَافِقَاتُ". مسند الإمام أحمد (٩٠٩٤): ٢/ ٤١٤. من حديث وهيب عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة .. يعني التي تخالع زوجها لميلها إلى غيره، وقوله " المنتزعات ": الظاهر أن معناها معنى " المختلعات ": كأنها تنتزع نفسها من عقد الزواج ومن سلطان الزوج عليها.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ".مسند الإمام أحمد (٢١٨٧٤: ٥/ ٢٧٧) من حديث أيوب عن أبي قلابة عمن حدثه عن ثوبان.
(٢١) صفوة التفاسير: ١/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>