للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلماء رحمهم الله - تعالى -: افتتحَ اللهُ كتابهُ العزيز بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فاختار لفظ الجلالة (الله) ولم يقل: (الْحَمْدُ للكريم) ولا (للعظيم) وهو وإن كان حمداً للعظيم والكريم، إلا أن تخصيص الاسم الدالّ على الذات أبلغ فيالحمد والثناء من ذكر الوصف، لأنك لو قلت: الحمدُ للكريم، لأشْعَرَ أنكَ حَمَدْتَهُ مِن أجْلِ كَرَمِه، فإن قلت: الحُمْدُ لله، أثبَتَّ لَهُ الحَمْدَ لذاته - سبحانه وتعالى – كان ذلك أبلغ.

٢ - الحمد لله رب العالمين: قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢]، وقوله - تعالى {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات ١٨٢].

وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنه - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - تعالى - اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر مثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قالالحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة" (١).

٣ - لربي الحمد: عن حذيفة - رضي الله عنه - أنه: "صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فسمعه حين كبر، قال: الله أكبرُ ذا الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، وكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم، وإذا رفع رأسه من الركوع قال: لربي الحمد، لربي الحمد، وفي سجوده سبحان ربي الأعلى، وبين السجدتين رب اغفر، لي رب اغفر لي، وكان قيامه وركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده، وما بين السجدتين قريبا من السواء" (٢).


(١) رواه: (أحمد والحاكم والضياء) انظر: (صحيح الجامع ١٧١٨)
(٢) سنن النسائي ٢/ ١٩٩ رقم ١٠٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>