للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند المالكية: "بذل من له البيع ما يباع أو غرراً ولو اشترط في العقد وثيقة بحق" (١)

واعترض عليه بأنه غير جامع؛ لأنه يخرج الرهن غير المقبوض، وكذلك فهو غير مانع لدخول الدَّين غير اللازم في التعريف.

وعند الشافعية: "جعل عين مال وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر وفائه" (٢)

وعند الحنبلية: "جعل عين مالية وثيقة بالدَّين يستوفى من ثمنه إن تعذر استيفاؤه ممن هو عليه" (٣)

ومن خلال النظر في التعريفات نجد أن أقرب التعريفات هو تعريف الشافعية، والحنابلة، وتعريف الحنابلة؛ فيه زيادة إيضاح، فهو أولى من غيره، لقلة الاعتراضات عليه، وكان ينبغي أن يضاف كلمة (عقد) لأنها تشير إلى أركان المعرف.

قوله تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [البقرة: ٢٨٣]، " أي فإِن أمن الدائن المدين فاستغنى عن الرهن ثقة بأمانة صاحبه" (٤).

قال سعيد بن جبير: " فإن كان الذي عليه الحق أمينا عند صاحب الحق، فلم يرتهن، لثقته، وحسن ظنه" (٥).

قال الثعلبي: " يعني: فإن كان الذي عليه لحق أمينا عند صاحب الحق فلم يرتهن منه شيئا لثقته وحسن ظنّه" (٦).

قال الزمخشري: " فإن أمن بعض الدائنين بعض المديونين لحسن ظنه به (٧).

قال الواحدي: " أي: لم يخف خيانته وجحوده الحق، فلم يشهد عليه" (٨).

قال القاسمي: "لحسن ظنه به واستغنى بأمانته عن الارتهان" (٩).

قال أبو حيان: " أي: إن وثق رب الدين بأمانة الغريم، فدفع إليه ماله بغير كتاب ولا إشهاد ولا رهن" (١٠).

قال الآلوسي: " أي بعض الدائنين بعض المديونين بحسن ظنه سفرا أو حضرا فلم يتوثق بالكتابة والشهود والرهن" (١١).

قال ابن عثيمين: " أي اتخذه أميناً؛ بمعنى أنه وثق منه أن لا ينكر، ولا يبخس، ولا يغير" (١٢).

قال الراغب: " وقوله: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} يحث من يؤتمن على حفظ الأمانة كقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} " (١٣).

وروي "عن أبي سعيد الخدري، أنه تلا هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين} حتى بلغ {فإن أمن بعضكم بعضا}، قال: هذه نسخت ما قبلها" (١٤).


(١) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المغربي (الحطاب) (٦/ ٥٣٨).
(٢) مغني المحتاج للشربيني (٢/ ١٢١).
(٣) المغني، لابن قدامة (٦/ ٤٤٣).
(٤) صفوة التفاسير: ١/ ١٦١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٤٤): ص ٢/ ٥٧٠.
(٦) تفسير الثعلبي: ٢/ ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٧) الكشاف: ١/ ٣٢٩.
(٨) الوسيط: ١/ ٤٠٧.
(٩) محاسن التأويل: ٢/ ٢٣٦.
(١٠) البحر المحيط: ٢/ ٢٧٠.
(١١) روح المعاني: ٢/ ٦٠.
(١٢) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٤٢٦.
(١٣) تفسير الراغب الأصفهاني: ١/ ٥٩٣.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٤١): ص ٢/ ٥٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>