للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ} [البقرة: ٢٨٤]، " أي: فيعفو عمن يشاء" (١).

قال السعدي: " وهو لمن أتى بأسباب المغفرة" (٢).

قال الزحيلي: " والله تعالى يغفر لمن يشاء ذنبه، بتوفيقه إلى التوبة والعمل الصالح الذي يمحو السيئة" (٣).

وقال النقاش: " {يغفر لمن يشاء}، أي: لمن ينزع عنه" (٤).

وقال الزمخشري: " لمن استوجب المغفرة بالتوبة مما أظهر منه" (٥). قال أبو حينان: " وهذه نزعة إعتزالية، وأهل السنة يقولون: إن الغفران قد يكون من الله تعالى لمن مات مصرّاً على المعصية ولم يتب، فهو في المشيئة، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِا وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَالِكَ لِمَن يَشَآءُ} " (٦).

أخرج ابن المنذر عن " سفيان في قوله: " {فيغفر لمن يشاء}، قال: يغفر لمن يشاء بالكبير" (٧). وروي عن مجاهد مثل ذلك (٨).

وروي " عن ابن عباس، قوله: {فيغفر لمن يشاء}، قال: فأما المؤمنون، فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم" (٩).

قال ابن عثيمين: " و «المغفرة» ستر الذنب مع التجاوز عنه؛ لأن مادة «غفر» مأخوذة من المغفر - وهو ما يلبسه المقاتل على رأسه ليتقي بها السهام؛ وهو جامع بين ستر الرأس، والوقاية" (١٠).

واختلفت القراءة في قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} [البقرة: ٢٨٤]، على وجوه (١١):

أحدها: {فَيَغْفِرُ} و {يُعَذِّبُ} بالرفع، قرأه ابن عامر وعاصم، ووجه أنه قطعه من الأول على أحد وجهين: إما أن يجعل الفعل خبراً لمبتدإ محذوف فيرتفع الفعل لوقوعه موقع خبر المبتدأ، وإمّا أن يعطف جملة من فعل وفاعل على ما تقدمها (١٢).


(١) صفوة التفاسير: ١/! ٦٣.
(٢) تفسير السعدي: ١/ ١٢٠.
(٣) التفسير الوسيط: ١/ ١٦٧.
(٤) المحرر الوجيز: ١/ ١٩٠.
(٥) الكشاف: ١/ ٣٣٠.
(٦) البحر المحيط: ٢/ ٢٧٣.
(٧) تفسير ابن المنذر (١٧٢): ص ١/ ٩٨، وأخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٦٧): ص ٢/ ٥٧٥. ولفظه: " يغفر لمن يشاء الكبير من الذنوب".
(٨) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٠٦٧): ص ٢/ ٥٧٥.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٦٦): ص ٢/ ٥٧٥.
(١٠) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٤٣٣.
(١١) انظر: السبعة: ١٩٥، والحجة للقراء السبعة: ٢/ ٤٦٣ - ٤٦٥، وتفسير الوسيط: ١/ ٤٠٨، والمحرر الوجي: ١/ ٣٩٠.
(١٢) أنظر: الحجة للقراء السبعة: ٢/ ٤٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>