للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحداهما: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}، قرأ بها نافع، ابن كثير، أبو عمرو، ابن عامر، عاصم، حمزة، الكسائي.

قال الهمذاني: " (الحمد) رفع بالابتداء، وخبره الظرف هو (الله)، متعلق بمحذوف، أي: الحمد ثابت أو مستقر لله" (١)، وهو اجود القراءات، لما فيه من التعميم والدلالة على ثبات المعنى واستقراره.

والثانية: {الْحَمْدِ لِلَّهِ}، قرأ بها الحسن البصري وابن عبلة، وزيد بن علي، وهي قراءة شاذة.

والثالثة: {الْحَمْدُ لُله}. مضمومة الدال واللام، قرأ بها بعض أهل البادية.

قال ابن جني: " وكلاهما شاذ [أي: القراءة الثانية والثالثة] في القياس والاستعمال؛ إلا أن من وراء ذلك ما أذكره لك؛ وهو أن هذا اللفظ كثر في كلامهم، وشاع استعماله، وهم لِمَا كثر من استعمالهم أشد تغييرًا، كما جاء عنهم لذلك: لم يَكُ، ولا أَدْرِ، ولم أُبَلْ، وأَيْشٍ تقول، وجا يجي، وسا يسو، بحذف همزتيهما، فلما اطرد هذا ونحوه لكثرة استعماله أَتبعوا أحد الصوتين الآخر، وشبهوهما بالجزء الواحد وإن كانا جملة من مبتدأ وخبر؛ فصارت "الْحَمْدُ لُله" كعُنُق وطُنُب، و"الْحَمْدِ لِله" كإِبِل وإِطِل" (٢).

وفي {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢]، ثلاثة قراءات متواترة (٣):

إحداها: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}، : قرأ بها نافع، ابن كثير، أبو عمرو، ابن عامر، عاصم، حمزة، الكسائي.

فـ (رب العالمين) أي مالكهم، وكل من ملك شيئا فهو ربه، فالرب: المالك (٤)، وجرّ على النعت لله سبحانه وتعالى أو على البدل (٥).

والثانية: {رَبَّ الْعَالَمِينَ}، وهي قراءة الكسائي.

ومن نصب (رب العالمين) فإنما ينصبه لى المدح والثناء، كأنه لما قال: (الحمد لله) استدل بهذا اللفظ على أنه ذاكر لله فكأنما قال: (أذكر رب العالمين)، فعلى هذا لو قراء في غير القرآن (رب العالمين) مرفوعا على المدح أيضا لكان جائزا على معنى (هور رب العالمين) (٦)، وقيل النصب -هنا- على النداء، ذكره الكسائي: أي الحمد لله رباً وإلهاً (٧).

والثالثة: {رَبُّ الْعَالَمِينَ}: قرأ بها أبو جعفر.

والرفع على: (هو ربّ العالمين) (٨).

الفوائد:

١ - من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: {الحمد}؛ لأنها دالة على الاستغراق.


(١) الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، المنتجب الهمذاني، دار الزمان، المدينة المنورة: ١/ ٦٩.
(٢) المحتسب: ١/ ٣٧.
(٣) انظر: الكتاب الفريد في اعراب القران المجيد: ١/ ٧٣، ومجمع البيان، الطبرسي: ١/ ٢٩.
(٤) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ١٣٦.
(٥) انظر: الكتاب الفريد في اعراب القران المجيد: ١/ ٧٣
(٦) مجمع البيان، الطبرسي: ١/ ٢٩.
(٧) انظر: انظر: الكتاب الفريد في اعراب القران المجيد: ١/ ٧٣.
(٨) انظر: الكتاب الفريد في اعراب القران المجيد: ١/ ٧٣، ومجمع البيان، الطبرسي: ١/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>