للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - ضرب الأمثال بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ في التصديق والطمأنينة.

٢ - إن النصر ليس بكثرة العدد، ولا بقوة العُدد، ولكنه من الله.

٣ - ومن فوائد الآية: أن القتال لايكون سببا للنصر إلا إذا كان في سبيل الله، إخلاصا، وموافقة للشرع، واجتنابا للمحارم.

٤ - إثبات أفعال الله، لقوله: {والله يؤيد بنصره من يش وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}.

٥ - الرد على الجبرية في قوله: {تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، فأضاف الفعل إليها، والجبرية تقول: لا يضاف الفعل إلى الفاعل إلا على سبيل المجاز، كما تقول: أكلت النار الحطب.

٦ - إثبات المشيئة لله، لقوله: {مَنْ يَشَاءُ}.

٧ - ومن الفوائد انه لا يعتبر بالأمور إلا أولو الأبصار، لقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}.

٨ - الثناء على أهل البصيرة، لأن السياق فيهم، ويتضمن القدح في عُمي القلوب.

القرآن

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤)} [آل عمران: ١٤]

التفسير:

حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين، والأموال الكثيرة من الذهب والفضة، والخيل الحسان، والأنعام من الإبل والبقر والغنم، والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة. ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب، وهو الجنَّة.

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} [آل عمران: ١٤]، " أي حُسِّن إِليهم وحُبّب إِلى نفوسهم الميل نحو الشهوات" (١).

قال الطبري: " زُيِّن للناس محبة ما يشتهون" (٢).

قال الثعلبي: " الشهوات: جمع شهوة وهي نزوع عن النفس إليه" (٣).

وفي تفسير الناس في هذه الآية قولان:

أحدهما: أن المراد: الناس عامة. وهو قول الجمهور. وهو الصحيح.

والثاني: يعني الكفار. قاله مقاتل بن سليمان (٤).

وفي المُزّيِّن لحب الشهوات ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه الشيطان، لأنه لا أحد أشد ذَمًّا لها من الله تعالى الذي خَلَقَها، قاله الحسن (٥).

الثاني: أن الله زيّن ذلك. وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- (٦).

وتأويله: أن الله زين حب الشهوات لِمَا جعله في الطبائع من المنازعة كما قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا} [الكهف: ٧]، قاله الزجاج (٧).

والثالث: أن الله زين من حبها ما حَسُن، وزين الشيطان من حبها ما قَبُح (٨).

قال ابن عطية: " وإذا قيل زين الله، فمعناه بالإيجاد والتهيئة لانتفاع وإنشاء الجبلة عن الميل إلى هذه الأشياء، وإذا قيل زين الشيطان فمعناه بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها. والآية تحتمل هذين النوعين من التزيين ولا يختلف مع هذا النظر. وهذه الآية على كلا الوجهين ابتداء وعظ لجميع الناس، وفي ضمن ذلك توضيح لمعاصري محمد عليه السلام من اليهود وغيرهم، والشَّهَواتِ ذميمة واتباعها مرد وطاعتها مهلكة، وقد


(١) صفوة التفاسير: ١/ ١٧١.
(٢) تفسير الطبري: ٦/ ٣٤٣.
(٣) تفسير الثعلبي: ٣/ ٢٢.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٦٦.
(٥) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٢٤٩)، و (٣٢٥٠): ص ٢/ ٦٠٧.
(٦) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٢٤٨): ص ٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧.
(٧) انظر: معاني القرآن: ١/ ٣٨٣.
(٨) انظر: النكت والعيون: ١/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>