للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ومنها: تقديم الأشد فالأشد، ولهذا قدّم النساء، لكونها اعظم فتنة.

٤ - انه كلما كثرة المال ازدادت الفتنة في شهوته، لقوله: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}، لذلك نرى أن بعض الأغنياء كلما كثر مالهم اشتد بخلهم ومنعهم.

٥ - ومن الفوائد ان هذه الأشياء كلها لاتعدو ان تكون متاع الحياة الديناـ لقوله: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

٦ - التزهيد في التعليق بهذه الأشياء، أن ماعند الله خير من هذه الدنيا، لقوله: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.

٧ - تنقيص هذه الحياة الدنياـ لقوله: {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

القرآن

{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (١٥)} [آل عمران: ١٥]

التفسير:

قل -أيها الرسول-: أأخبركم بخير مما زُيِّن للنَّاس في هذه الحياة الدنيا، لمن راقب الله وخاف عقابه جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، خالدين فيها، ولهم فيها أزواج مطهرات من الحيض والنفاس وسوء الخلق، ولهم أعظم من ذلك: رضوان من الله. والله مطَّلِع على سرائر خلقه، عالم بأحوالهم، وسيجازيهم على ذلك.

في سبب نزول الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن السائب عن أبي بكر بن حفص قال: " لما نزلت: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} إلى آخر الآية، قال عمر: الآن يا رب حين زينتها لنا، فنزلت: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ} الآية كلها" (١).

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} [آل عمران: ١٥]، " أي قل يا محمد أأخبركم بخيرٍ ممّا زُيِّن للناس من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها الزائل؟ " (٢).

قال ابن كثير: " أي: قل يا محمد للناس: أأخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها، الذي هو زائل لا محالة" (٣).

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ} [آل عمران: ١٥]، " أي للمتقين يوم القيامة" (٤).

قال الطبري: أي: " للذين خافوا الله فأطاعوه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه عند ربهم" (٥).

قال قتادة: " أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم زينت لنا الدنيا، وأنبأتنا أن ما بعدها خير منها، فاجعل حظنا في الذي هو خير وأبقى" (٦).

قوله تعالى: {جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [آل عمران: ١٥]، "أي: جناتٌ فسيحات تجري من خلال جوانبها وأرجائها الأنهار" (٧).

قال أبو مالك" يعني المساكن تجري أسفلها أنهار" (٨).

قال عبدالله: " أنهار الجنة تفجر من جبل مسك" (٩).

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} [آل عمران: ١٥]، أي: ماكثين فيها أبد الآباد" (١٠).

قال ابن عباس: " يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له" (١١).


(١) تفسير ابن أبي حاتم (٣٢٤٧): ص ٢/ ٦٠٦، وانظر: العجاب في بيان الأسباب (١٨٢): ص ٢/ ٦٦٧.
(٢) صفوة التفاسير: ١٧٢.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٢.
(٤) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٢.
(٥) تفسير الطبري: ٦/ ٢٦١.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٢٧٩): ص ٢/ ٦١٢.
(٧) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٢.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٢٨٢): ص ٢/ ٦١٢.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٢٨١): ص ٢/ ٦١٢.
(١٠) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٢.
(١١) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٢٨٤): ص ٢/ ٦١٢ - ٦١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>