للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الضحاك: " خلق حواء من آدم، من ضلع الخلف، وهو من أسفل الأضلاع" (١).

قال مقاتل: " يعني من نفس آدم من ضلعه حواء" (٢).

قال ابن عباس: " خلقت المرأة من الرجل، فجعل نهمتها في الرجال، وخلق الرجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم" (٣).

قال الراغب: " وقال بعضهم: نبه بقوله: {وخلق منها زوجها}، أن المرأة بعض من الرجل، تنبيها على نقصانها وكماله، وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - بقوله ذلك أنها مخلوقة خلقة معوجة، لا ينتفع بها إلا كذلك، فلا يهمنك تنقيتها، وعلى ذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن أردت أن تقيمها كسرتها، وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها» (٤)، وبهذا النظر قيل: أخس صفات الرجل الشح والجبن، وهما أشرف

صفات المرأة" (٥).

قوله تعالى {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: ١]، " أي: ونشر وفرّق من آدم وحواء خلائق كثيرين ذكوراً وإِناثاً" (٦).

قال مقاتل بن حيان: " قوله: {وبثّ منهما}: من آدم وحواء، يقول: خلق منهما رجالا كثيرا ونساء" (٧).

قال السدي: " {بثّ}: خلق" (٨)، وروي عن مقاتل بن حيان نحو ذلك (٩).

قال البيضاوي: " واكتفى بوصف الرجال بالكثرة عن وصف النساء بها، إذ الحكمة تقتضي أن يكن أكثر، وذكر كثيرا حملا على الجمع وترتيب الأمر بالتقوى على هذه القصة لما فيها من الدلالة على القدرة القاهرة التي من حقها أن تخشى، والنعمة الباهرة التي توجب طاعة موليها، أو لأن المراد به تمهيد الأمر بالتقوى فيما يتصل بحقوق أهل منزله وبني جنسه على ما دلت عليه الآيات التي بعدها" (١٠).

وقرئ «وخالق» «وباث» على حذف مبتدأ تقديره وهو خالق وباث (١١).

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١]، "أي: وخافوا الله الذي يناشد بعضكم بعضاً به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها" (١٢).

قال السدي: " يقول: اتقوا الله، واتقوا الأرحام لا تقطعوها" (١٣).

قال إبراهيم: " اتقوا الله الذي تعاطفون به والأرحام. يقول: الرجل يسأل بالله وبالرَّحم" (١٤).

قال ابن عباس: " {اتقوا الله الذي تساءلون به}، واتقوا الأرحام وصلوها" (١٥)، وروي عن الضحاك مثله (١٦).

قال ابن أبي حاتم: "وروي عن مقاتل بن حيان وعكرمة قالا: لا تقطعوها" (١٧).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧١٧): ص ٣/ ٨٥٢.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٥٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧١٨): ص ٣/ ٨٥٢.
(٤) أخرجه الحميدي (١١٦٨)، وأحمد: (٩٧٩٤): ص ٢/ ٤٤٩، و ٢/ ٤٩٧ (١٠٤٥٢)، والدارمي: (٢٢٢٢)، والبخاري (٥١٨٤)، ومسلم (٣٦٣٧)، وابن حبان (٤١٧٩). ونص الحديث: " عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".
ـ وفي رواية: "لا تستقيم لك المرأة على خليقة واحدة، وإنما هي كالضلع، إن تقمها تكسرها، وإن تتركها تستمتع بها وفيها عوج".
ـ وفي رواية: "المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج".
(٥) تفسير الراغب الأصفهاني: ٣/ ١٠٧٥.
(٦) صفوة التفاسير: ٢٣٦.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٢١): ص ٣/ ٨٥٣.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٢٠): ص ٣/ ٨٥٣.
(٩) انظر: تفسبر ابن أبي حاتم (٤٧٢٠): ص ٣/ ٨٥٣.
(١٠) تفسير البيضاوي: ٢/ ٥٨.
(١١) انظر: تفسير البيضاوي: ٢/ ٥٨.
(١٢) صفوة التفاسير: ٢٣٦.
(١٣) أخرجه الطبري (٨٤٢١): ص ٧/ ٥٢١.
(١٤) أخرجه الطبري (٨٤١٤): ص ٧/ ٥١٨.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٢٦): ص ٣/ ٨٥٤.
(١٦) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٧٢٦): ص ٣/ ٨٥٤.
(١٧) تفسير ابن أبي حاتم (٥٧٢٦): ص ٣/ ٨٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>