للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: " أي: لكونه غيَّر ما حكم الله به وضاد الله في حكمه. وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم" (١).

قال السعدي: " ويدخل في اسم المعصية الكفر فما دونه من المعاصي، فلا يكون فيها شبهة للخوارج القائلين بكفر أهل المعاصي فإن الله تعالى رتب دخول الجنة على طاعته وطاعة رسوله. ورتب دخول النار على معصيته ومعصية رسوله، فمن أطاعه طاعة تامة دخل الجنة بلا عذاب، ومن عصى الله ورسوله معصية تامة يدخل فيها الشرك فما دونه، دخل النار وخلد فيها، ومن اجتمع فيه معصية وطاعة، كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب ما فيه من الطاعة والمعصية. وقد دلت النصوص المتواترة على أن الموحدين الذين معهم طاعة التوحيد، غير مخلدين في النار، فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها" (٢).

الفوائد:

١ - بيان جزاء معصية الله ورسوله وهو الخلود في النار والعذاب المهين فيها.

٢ - ويستفاد أيضا: أن اسم المعصية يدخل فيه الكفر فما دونه من المعاصي، فلا يكون فيها شبهة للخوارج القائلين بكفر أهل المعاصي فإن الله تعالى رتب دخول الجنة على طاعته وطاعة رسوله. ورتب دخول النار على معصيته ومعصية رسوله، فمن أطاعه طاعة تامة دخل الجنة بلا عذاب.

ومن عصى الله ورسوله معصية تامة يدخل فيها الشرك فما دونه، دخل النار وخلد فيها، ومن اجتمع فيه معصية وطاعة، كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب ما فيه من الطاعة والمعصية. وقد دلت النصوص المتواترة على أن الموحدين الذين معهم طاعة التوحيد، غير مخلدين في النار، فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها (٣).

القرآن

{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (١٥)} [النساء: ١٥]

التفسير:

واللاتي يزنين من نسائكم، فاستشهدوا -أيها الولاة والقضاة- عليهن أربعة رجال عدول من المسلمين، فإن شهدوا عليهن بذلك فاحبسوهن في البيوت حتى تنتهي حياتهن بالموت، أو يجعل الله لهن طريقًا للخلاص من ذلك.

قوله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} [النساء: ١٥]، "أي: اللواتي يزنين من أزواجكم" (٤).

قال مجاهد: " يعني: الزنا" (٥)، كذا قاله عطاء بن أبي رباح (٦)، وعبد الله بن كثير (٧)، والحسن (٨)، وسعيد بن جبير (٩)، والسدي (١٠).

قال ابن الجوزي: " والفاحشة: الزنى في قول الجماعة" (١١).

قال سعيد بن جبير: " {من نسائكم} يعني: المرأة الثيب من المسلمين" (١٢).

قال الطبري: أي: " والنساء اللاتي يأتين بالزنا، أي يزنين من نسائكم، وهن محصنات ذوات أزواج أو غير ذوات أزواج" (١٣).

قال الراغب: "قوله: {من نسائكم} تنبيه على الحرائر.

وقيل: تنبيه على المحصنات دون الأبكار.


(١) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٣٢.
(٢) تفسير السعدي: ١٧٠.
(٣) انظر: تفسير السعدي: ١٧٠.
(٤) صفوة التفاسير: ٢٤٣.
(٥) تفسير مجاهد: ٢٦٩.
(٦) انظر: تفسير الطبري (٨٨٠٠): ص ٨/ ٧٥.
(٧) انظر: تفسير الطبري (٨٨٠٠): ص ٨/ ٧٥.
(٨) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٩٧١): ص ٣/ ٨٩٣.
(٩) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٩٧١): ص ٣/ ٨٩٣.
(١٠) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٩٧١): ص ٣/ ٨٩٣.
(١١) زاد المسير: ١/ ٣٨١.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٧٢): ص ٣/ ٨٩٣.
(١٣) تفسير مجاهد: ٨/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>