للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل غير مسمع، غير مجاب إلى ما تدعو إليه" (١).

عن مجاهد: " {واسمع غير مسمع}: غير مقبول ما تقول " (٢).

وفي قوله تعالى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء: ٤٦]، قولان:

إحداهما: معناه: اسمع لا سمعت، وهو قول ابن عباس (٣)، وابن زيد (٤).

والثاني: أنه غير مقبول منك، وهو قول الحسن (٥)، ومجاهد (٦)، والسدي (٧).

قوله تعالى: {وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: ٤٦]، أي: " ويقولون: راعنا سمعك، يلوون ألسنتهم بذلك، وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونة، والطعن في دين الإسلام" (٨).

قال البغوي: " أي: ويقولون راعنا، يريدون به النسبة إلى الرعونة، تحريفا بالسنتهم، وقدحا {في الدين}، لأن قوله: {وراعنا}، من المراعاة، وهم يحرفونه، يريدون به الرعونة " (٩).

قال الطبري: أي: " أي: راعنا سمعك، افهم عنّا وأفهمنا، تحريكًا منهم بألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه من معنييه، واستخفافًا منهم بحق النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنًا في الدين" (١٠).

قال محمد بن إسحاق: " أي: أرعنا سمعك " (١١).

قال الحسن: " الراعن من القول: السخري منه" (١٢).

قال ابن عباس: " {ليا بألسنتهم}: تحريفا بالكذب" (١٣).

قال ابن قتيبة: " {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ}، أي: قلبا للكلام بها" (١٤).

قال مجاهد: " {ليا بألسنتهم}، : يلوون ألسنتهم" (١٥)، وفي رواية اخرى: " {ليا}: خلافا يكون بألسنتهم" (١٦).

قال عطاء: " يلوي بذلك لسانه ويطعن في الدين" (١٧).

قال قتادة: "كانت اليهود يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: " راعنا سمعك "! يستهزئون بذلك، فكانت اليهود قبيحة أن يقال: راعنا سمعك، {ليًّا بألسنتهم}، والليّ: تحريكهم ألسنتهم بذلك، وطعنًا في الدين " (١٨).

قال السدي: " قوله عز وجل " {ليا بألسنتهم} قال: الكلام شبه الاستهزاء {وطعنا في الدين}، قال: في دين محمد عليه السلام " (١٩).

قال الزجاج: " {ليا بألسنتهم}، أي: يفعلون ذلك معاندة للحق وطغيانا في الدين، وأصل {ليا}، لويا، ولكن الواو أدغمت في الياء لسبقها بالسكون" (٢٠).

قال الراغب: " اللي: أصله الفتل فاستعير لصرف الإنسان عما يريده، وصرف الكلام من وجه إلى وجه استعارة الجدل في الجدال، ومنه لي الغريم، ولواء الجيش لكونه في الأصل خيطا ملويا. واللوى: الملوئ من الرمل؛ لا يصنعه البشر" (٢١).


(١) معاني القرآن: ٢/ ٥٨.
(٢) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٦): ص ٢/ ٧٣٢.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٩٦٩٨): ص ٨/ ٤٣٤.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٩٦٩٧): ص ٨/ ٤٣٣ - ٤٣٤.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٩٧٠١): ص ٨/ ٤٣٤.
(٦) انظر: تفسير الطبري (٩٦٩٩)، و (٩٧٠٠): ص ٨/ ٤٣٤.
(٧) انظر: تفسير الطبري (٩٧٠٢): ص ٨/ ٤٣٣٤ - ٤٣٥.
(٨) التفسير الميسر: ٨٦.
(٩) تفسير البغوي: ٢/ ٢٣٠.
(١٠) تفسير الطبري: ٨/ ٤٣٥.
(١١) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٩): ص ٢/ ٧٣٤.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٠٠): ص ٣/ ٩٦٦.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٠١): ص ٣/ ٩٦٧.
(١٤) تأويل مشكل القرآن: ٢١٨.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٠٢): ص ٣/ ٩٦٧.
(١٦) اأخرجه ابن المنذر (١٨٤١): ص ٢/ ٧٣٤.
(١٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٠٤): ص ٣/ ٩٦٧.
(١٨) اأخرجه الطبري (٩٧٠٣): ص ٨/ ٤٣٥، وأخرجه ابن المنذر (١٨٤٢): ص ٢/ ٧٣٤، مختصرا.
(١٩) اأخرجه ابن المنذر (١٨٤٠): ص ٢/ ٧٣٤.
(٢٠) معاني القرآن: ٢/ ٥٩.
(٢١) تفسير الراغب الأصفهاني: ٣/ ١٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>