للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في الحديث: " "اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل" (١).

قال أهل العلم: «الناصر»: ليس من أسماء الله تعالى، وعليه؛ فلا يصح التعبد به؛ مثل: عبد الناصر" (٢).

القرآن

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (٤٦)} [النساء: ٤٦]

التفسير:

من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه افتراء على الله، ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع منَّا لا سمعت، ويقولون: راعنا سمعك أي: افهم عنا وأفهمنا، يلوون ألسنتهم بذلك، وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونة حسب لغتهم، والطعن في دين الإسلام. ولو أنهم قالوا: سمعنا وأطعنا، بدل و «عصينا»، واسمع دون «غير مسمع»، وانظرنا بدل «راعنا» لكان ذلك خيرًا لهم عند الله وأعدل قولا ولكن الله طردهم من رحمته; بسبب كفرهم وجحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يصدقون بالحق إلا تصديقًا قليلا لا ينفعهم.

قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: ٤٦]، أي: " من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه افتراء على الله" (٣).

قال أبو عبيدة: " {من الذين هادوا}، في هذا الموضع: اليهود " (٤)، " {يحرفون}: يقلبون، ويغيرون، و {الكلم}: جماعة كلمة " (٥).

عن مجاهد، في قوله عز وجل " {يحرفون الكلم عن مواضعه}: تبديل اليهود التوراة " (٦).

وقال إبراهيم: " كان ينزل عليهم يا بني رسلي، يا بني أحباري، قال: فحرفوه وجعلوه يا بني أبكاري" (٧).

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [النساء: ٤٦]، أي: " ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: سمعنا قولك وعصينا أمرك" (٨).

قال البغوي: " أي: {ويقولون سمعنا} قولك، {وعصينا} أمرك" (٩).

عن مجاهد، في قوله عز وجل: " {سمعنا وعصينا} ما تقول، ولا نطيعك " (١٠).

قوله تعالى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء: ٤٦]، أي: واسمع ما نقول لا سمعت" (١١).

قال البغوي: " أي: اسمع منا ولا نسمع منك" (١٢).

قال الطبري: " وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن اليهود الذين كانوا حوالَيْ مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره: أنهم كانوا يسبّون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذونه بالقبيح من القول، ويقولون له: اسمع منا غير مسمع، كقول القائل للرجل يَسُبُّه: اسمع، لا أسمعَك الله " (١٣).

قال الزجاج: " كانت إليهود - لعنت - تقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اسمع، وتقول في أنفسها لا أسمعت.


(١) صحيح. رواه: أبو داود (٢٦٣٢)، والترمذي (صحيح سنن الترمذي/٢٨٣٦)، وغيرهما. وصححه الألباني في "الكلم الطيب": (١٢٦) ..
(٢) صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة: ٣٣٦.
(٣) التفسير الميسر: ٨٦.
(٤) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٠): ص ٢/ ٧٣١.
(٥) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٣): ص ٢/ ٧٣١.
(٦) أخرجه ابن المنذر (١٨٣١): ص ٢/ ٧٣١.
(٧) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٢): ص ٢/ ٧٣١.
(٨) التفسير الميسر: ٨٦.
(٩) تفسير البغوي: ٢/ ٢٣٠.
(١٠) أخرجه ابن المنذر (١٨٣٤): ص ٢/ ٧٣٢.
(١١) صفوة التفاسير: ٢٥٧.
(١٢) تفسير البغوي: ٢/ ٢٣٠.
(١٣) تفسير الطبري: ٨/ ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>