للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين، وأني وإن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبدا، فأنزل الله تعالى هذه الآية" (١).

قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [النساء: ٦٩]، أي: " ومن يستجب لأوامر الله تعالى وهدي رسوله محمد صلى الله عليه" (٢).

قال الواحدي: " أي: في الفرائض، والرسول، أي: في السنن" (٣).

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: ٦٩]، أي: " فأولئك الذين عَظُمَ شأنهم وقدرهم، فكانوا في صحبة مَن أنعم الله تعالى عليهم بالجنة" (٤).

قال الواحدي: "يعني: المطيعين" (٥).

قال ابن عطية: " وهذه الآية تفسير قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم} [الفاتحة: ٥]، ومعنى- أنهم معهم- أنهم في دار واحدة، ومتنعم واحد، وكل من فيها قد رزق الرضا بحاله، وذهب عنه أن يعتقد أنه مفضول، وإن كنا نحن قد علمنا من الشريعة أن أهل الجنة تختلف مراتبهم على قدر أعمالهم، وعلى قدر فضل الله على من شاء" (٦).

قوله تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ} [النساء: ٦٩]، أي: " من الأنبياء" (٧).

قال الواحدي: " أي: أنه يستمتع برؤية النبيين، وزيارتهم، والحضور معهم، فلا يتوهمن من أجل أنهم في أعلى عليين أنه لا يراهم" (٨).

قال البغوي: " أي لا تفوتهم رؤية الأنبياء ومجالستهم لا أنهم يرفعون إلى درجة الأنبياء" (٩).

وقال عكرمة: "النبيون هاهنا: محمد صلى الله عليه وسلم" (١٠).

قوله تعالى: {وَالصِّدِّيقِينَ} [النساء: ٦٩]، أي: " والصديقين الذين كمُل تصديقهم بما جاءت به الرسل، اعتقادًا وقولا وعملا " (١١).

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج، قال: "وقال غير مجاهد، عن أبي ذر، في قوله جل وعز " {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين}، الصديقين: المؤمنين " (١٢).

وقال الكلبي: "الصديقون: أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" (١٣).

قال الزمخشري: " الصديقون: أفاضل صحابة الأنبياء الذين تقدموا في تصديقهم كأبى بكر الصديق رضى الله عنه وصدقوا في أقولهم وأفعالهم" (١٤).

قال البغوي: " أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والصديق المبالغ في الصدق" (١٥).

وروي عن النبي عليه السلام: " الصديقون: المتصدقون" (١٦).

وقال مقاتل: " هم أول من صدق بالأنبياء- عليهم السلام- حين عاينوهم" (١٧).

وقال عكرمة: " والصديقون: أبو بكر" (١٨).


(١) أسباب النزول: ١٦٥.
(٢) التفسير الميسر: ٨٩.
(٣) الوجيز: ٢/ ٧٧.
(٤) التفسير الميسر: ٨٩.
(٥) الوجيز: ٢/ ٧٧.
(٦) المحرر الوجيز: ٢/ ٧٦.
(٧) التفسير الميسر: ٨٩.
(٨) الوجيز: ٢/ ٧٧.
(٩) تفسير البغوي: ٢/ ٢٤٧.
(١٠) تفسير البغوي: ٢/ ٢٤٧.
(١١) التفسير الميسر: ٨٩.
(١٢) تفسير ابن المنذر (١٩٧٦): ص ٢/ ٧٨٢.
(١٣) الوجيز: ٢/ ٧٨.
(١٤) الكشاف: ١/ ٥٣٠ - ٥٣١.
(١٥) تفسير البغوي: ٢/ ٢٤٧.
(١٦) المحرر الوجيز: ٢/ ٧٦.
(١٧) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٨٨.
(١٨) تفسير البغوي: ٢/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>