للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشوكاني: أي: " والله بكل شيء من الأشياء التي هذه الأحكام المذكورة منها {عليم}، أي: كثير العلم (١).

قال السعدي: " أي: عالم بالغيب والشهادة والأمور الماضية والمستقبلة، ويعلم حاجتكم إلى بيانه وتعليمه، فيعلمكم من علمه الذي ينفعكم على الدوام في جميع الأزمنة والأمكنة" (٢).

قال المراغي: أي: " فهو لم يشرع لكم من الأحكام إلا ما علم أن فيه الخير لكم لصلاح أنفسكم، وذلك شأنه فى جميع أفعاله وأحكامه، فكلها موافقة للحكمة، دالة على واسع العلم وعظيم الرحمة" (٣).

قال الماتريدي: "وعيد" (٤).

قال الخطابي: " إن الله سبحانه أنزل في الكلالة آيتين؛ إحداهما في الشتاء، وهي الآية التي في سورة النساء -يعني في أولها [آية: ١٢]- وفيها إجمال وإبهام لا يكاد يتبين هذا المعنى من ظاهرها، ثم أنزل الآية الأخرى في الصيف وهي التي في آخر سورة النساء [آية: ١٧٦] وفيها من زيادة البيان ما ليس في آية الشتاء، فأحال السائل عليها ليتبين المراد بالكلالة المذكورة فيها" (٥).

قال البراء: " آخر سورة نزلت: «براءة»، وآخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ} " (٦). والمراد -والله أعلم- آخر آية نزلت في الميراث.

الفوائد:

١ - جواز سؤال من لا يعلم من يعلم للحصول على العلم المطلوب له.

٢ - إثبات وجود الله تعالى عليماً قديراً سميعاً بصيراً، وتقرير نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ سؤال الأصحاب وإجابة الرب تعالى بواسطة وحيه المنزل على رسوله يقرر ذلك ويثبته.

٣ - بيان قسمة تركة من يورث كلالة من رجل أو امرأة؛ فالأخت الواحدة لها من أخيها نصف ما ترك، والاختان لهما الثلثان، والأخوة مع الأخوات للذكر مثل حظ الأنثيين، والأخ يرث أخته إن لم يكن لها ولد ولا ولد ولد، والإخوة والأخوات يرثون أختهم للذكر مثل حظ الأنثيين إذا لم تترك ولداً ولا ولد ولد.

٤ - ومن صفاته تعالى: «العليم»، قال الخطابي: " «العليم»: هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق" (٧).


انتهى المجلد السابع من التفسير بحمد الله تعالى، ويليه المجلد الثامن بإذن الله تعالى وبدايته تفسير الآية (١) من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>