للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي: "واصح ما في هذا الباب من جهة الإسناد حديث جابر عن الحوت الذي يقال له «العنبر» وهو من أثبت الاحاديث، خرّجه الصحيحان، وفيه: «فلما قدما المدينة اتينا رسول-صلى الله عليه وسلم- فذكرنا ذلك له، فقال: هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا، فارسلنا إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- منه، فأكله» (١) (٢).

وأسند عن ابي بكر (٣)، وأبي أيوب (٤)، أنهما قال بحلال السمكة الطافية لمن أراد أكلها.

وأسند عن جبلة بن عطية: أن اصحاب ابي طلحة اصابوا سمكة طافية، فسالوا عنها ابا طلحة، فقال اهدوها لي (٥).

وقال عمر بن الخطاب: "الحوت ذكيّ والجراد ذكي كله" (٦).

والثاني: انه لايؤكل السمك الطافي ويؤكل ما سواه من السمك. وهذا قول أبي حنيفة (٧). وهو قول الثوري في رواية أبي إسحاق الفزاري عنه، وكره الحسن بن حيّ أكل الطافي من السمك (٨).

وروي عن علي-رضي الله عنه- أنه كرهه (٩).


(١) صحيح البخاري (٤٣٦١)، وصحيح المسلم (١٠٣٥)، وهو عند احمد (١٤٣٣٦).
(٢) تفسير القرطبي: ٧/ ٢١١ [تحقيق التركي].
(٣) انظر: سنن الدارقطني (٤٧٢١)، ومصنف عبدالرزاق (٤٦٤٥)، بلفظ: "السمكة الطافية حلال لمن أراد اكلها"، وذكره البخاري في الفتح: ٩/ ٦١٤، بلفظ: الطافي حلال".
(٤) انظر: سنن الدارقطني (٤٧٢٩)، بلفظ: "أنه ركب البحر في رهط من اصحابه، فوجدوا سمكة طافية على الماء، فسألوه عنها، فقال: اطيبة هي لم تغيّر؟ قالوا نعم، قال فكلوا وارفعوا نصيبي منها، وكان صائما".
وأخرجه ابن ابي شيبة: ٥/ ٣٨٠، مختصرا.
(٥) سنن الدارقطني (٤٧٣٠).
(٦) سنن الدارقطني (٤٧٢٦)، ومصنف ابن ابي شيبة: ٥/ ٣٧٩.
(٧) انظر: التمهيد ١٦/ ٢٢٣، وزاد المسير: ١/ ٥٨٧، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢١٠ [تحقيق التركي].
(٨) انظر: التمهيد: ٢/ ٢٢٣، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢١٠.
(٩) انظر: التمهيد ١٦/ ٢٢٥، والجِرّي: ضرب من السمك، اللسان، مادة"جرا"، وانظر: الفتح: ٩/ ٦١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>