للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري: " {والقلائد}، أي: والمقلد منه خصوصا ووهو البدن، لأن الثواب فيه أكثر، وبهاء الحج معه أظهر" (١).

قال ابن عطية: " وأما القلائد فكذلك كان الرجل إذا خرج يريد الحج تقلد من لحاء السمر أو غيره شيئا فكان ذلك أمانا له، وكان الأمر في نفوسهم عظيما مكنه الله حتى كانوا لا يقدم من ليس بمحرم أن يتقلد شيئا خوفا من الله، وكذلك إذا انصرفوا تقلدوا من شجر الحرم" (٢).

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [المائدة: ٩٧]، أي: " ذلك لتعلموا أن الله يعلم جميع ما في السموات وما في الأرض، ومن ذلك ما شرعه لحماية خلقه بعضهم من بعض" (٣).

قال النسفي: " أي: لتعلموا أن الله يعلم مصالح ما في السموات وما في الأرض" (٤).

قال ابن عطية: " {ذلك} إشارة إلى أن جعل هذه الأمور قياما، والمعنى فعل ذلك لتعلموا أن الله تعالى يعلم تفاصيل أمور السماوات والأرض ويعلم مصالحكم أيها الناس قبل وبعد، فانظروا لطفه بالعباد على حال كفرهم" (٥).

قال الزمخشري: " {ذلك} إشارة إلى جعل الكعبة قياما للناس، أو إلى ما ذكر من حفظ حرمة الإحرام بترك الصيد وغيره، لتعلموا أن الله يعلم كل شيء وهو عالم بما يصلحكم وما ينعشكم مما أمركم به وكلفكم، شديد العقاب لمن انتهك محارمه غفور رحيم لمن حافظ عليها" (٦).

قال البيضاوي: " {ذلك}، إشارة إلى الجعل، أو إلى ما ذكر من الأمر بحفظ حرمة الإحرام وغيره. لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض فإن شرع الأحكام لدفع المضار قبل وقوعها وجلب المنافع المترتبة عليها، دليل حكمة الشارع وكمال علمه" (٧).


(١) الكشاف: ١/ ٦٨١ - ٦٨٢.
(٢) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٤.
(٣) التفسير الميسر: ١٢٣.
(٤) تفسير النسفي: ١/ ٤٧٨.
(٥) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٤.
(٦) الكشاف: ١/ ٦٨٢.
(٧) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>