للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر بعض الشعراء أن «القلائد»: لحاء شجر الحرم الذي كان أهل الجاهلية يتقلَّدونه (١)، قال الشاعر (٢):

أَلَمْ تَقْتُلا الْحِرْجَيْنِ إذْ أَعْوَراكُمَا (٣) ... يُمِرَّانِ بِالأيْدِي اللِّحَاءَ الْمُضَفَّرَا

قال ابن عباس: " كان ناس يتقلَّدون لحاء الشجر في الجاهلية إذا أرادوا الحجّ، فيعرفون بذلك" (٤).


(١) انظر: تفسير الطبري: ٩/ ٤٦٩ - ٤٧٠.
(٢) أشعار الهذليين ٣: ١٩، والمعاني الكبير: ١١٢٠، واللسان (حرج). و " الحرج " (بكسر الحاء وسكون الراء): الودعة، قالوا: عنى بالحرجين: رجلين أبيضين كالودعة، فإما أن يكون البياض لونهما، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما. وقال شارح ديوانه: " ويكون أيضًا الحرجان، رجلين يقال لهما: الحرجان ". و " أمر الحبل يمره ": فتله. و " اللحاء "، قشر الشجر. و " المضفر " الذي جدل ضفائر.
هذا وقد ذكر أبو جعفر أن الشعر في رجلين قتلا رجلين، وروى " ألم تقتلا "، والذي في المراجع " ألم تقتلوا "، وهو الذي يدل عليه سياق الشعر، فإن أوله قبل البيت: ألا أبْلِغَا جُلَّ السَّوَارِي وَجابرًا ... وَأَبْلِغْ بَني ذِي السَّهْم عَنِّي وَيَعْمَرَا
وَقُولا لَهُمْ عَنِّي مَقَالَةَ شَاعِرٍ ... أَلَمّ بقَوْلٍ، لَمْ يُحَاوِلْ لِيَفْخَرَا
لَعَلَّكُمْ لَمَّا قَتَلْتُمْ ذَكَرْتُمُ ... وَلَنْ تَتْرُكُوا أَنْ تَقْتُلُوا، مَنْ تَعَمَّرَا
فالشعر كله بضمير الجمع. وسببه أن جندبًا، أخو البريق بن عياض اللحياني، قتل قيسًا وسالمًا ابني عامر بن عريب الكنانيين، وقتل سالم جندبًا، اختلفا ضربتين.
(٣) رواية أبي جعفر كما شرحها " أعوراكما "، ورواية الديوان " أعورا لكم "، وهي في سياق لمشعر، ورواية اللسان: " أعرضا لكم "، ويروي " عورا لكم " بتشديد الواو. هذا على أن هذه الرواية: " أعور " متعديًا، والذي كتب في اللغة " أعور لك الشيء فهو معور ".
(٤) أخرجه الطبري (١٢٧٩٢): ص ١١/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>