للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «الناس» - هنا -: "مَن كان في الجاهلية، كان الرجل لا يخاف إذا دخل في الحرَم ولو لَقِي من قتل أباه أو أخاه، لم يخف الفاعل في الحرَم، وإذا لَقِي الهدي لم يَعرِضْ له القاطع ولا الجائع، وكان الرجل إذا أراد الحج تقلد بقلادة من شعر، وإذا رجع تقلد بقلادة من لحاء شجر الحرم، فلا يعرض له ولا يؤذى حتى يصل إلى أهله، وقيل: «الناس»، هنا: جميع الناس" (١).

في «الهدي»، قولان:

أحدهما: أنه كل ما أهداه من شيء إلى بيت الله تعالى (٢).

والثاني: أنه ما لم يقلّد من النعم، وقد جعل على نفسه، أن يُهديه ويقلده، وهو قول ابن عباس (٣).

قوله تعالى: {وَالْقَلَائِدَ} [المائدة: ٩٧]، أي: " وكذلك جعل القلائد قياما للناس" (٤).

قال المراغي: " إذ أن من قصد البيت فى الشهر الحرام لم يتعرض له أحد، ومن قصده فى غير الشهر الحرام ومعه هدى وقلده وقلد نفسه من لحاء شجر الحرم لم يتعرض له أحد، لأن الله أوقع فى قلوبهم تعظيم البيت، فكل من قصده أو تقرب إليه صار آمنا من جميع الآفات والمخاوف" (٥).


(١) الهداية إلى بلوغ النهاية: ٣/ ١٨٨٢ - ١٨٨٣.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ٩/ ٤٦٦.
(٣) انظر: تفسير الطبري (١٠٩٤٨): ص ٩/ ٤٦٧.
(٤) تفسير المراغي: ٧/ ٣٦.
(٥) تفسير المراغي: ٧/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>