للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المراغي: أي: "وكذلك جعل الشهر الحرام سببا لقيام الناس، لأن العرب كان يقتل بعضهم بعضا، ويغير بعضهم على بعض فى سائر الأشهر حتى إذا دخل الشهر الحرام زال الخوف وقدروا على الأسفار والتجارات وصاروا آمنين على أنفسهم وأموالهم، وكانوا يحصلون فيه من الأقوات ما يكفيهم طول العام، ولو لاه لتفانوا من الجوع والشدة" (١).

قال ابن عطية: " و «الشهر»، هنا اسم جنس، والمراد: الأشهر الثلاثة بإجماع من العرب، وشهر مضر وهو رجب الأصم، سمي بذلك لأنه كان لا يسمع فيه صوت الحديد، وسموه منصل الأسنة لأنهم كانوا ينزعون فيه أسنة الرماح، وهو شهر قريش، وله يقول عوف بن الأحوص (٢):

وشهر بني أمية والهدايا ... إذا سيقت مدرجها الدماء

وسماه النبي عليه السلام: شهر الله (٣)، أي شهر آل الله، وكان يقال لأهل الحرم آل الله، ويحتمل أن يسمى شهر الله لأن الله سنه وشدده إذ كان كثير من العرب لا يراه، وأما الهدي فكان أمانا لمن يسوقه لأنه يعلم أنه في عبادة لم يأت لحرب" (٤).

قوله تعالى: {وَالْهَدْيَ} [المائدة: ٩٧]، أي وكذلك جعل الهدى سببا لقيام الناس" (٥).

قال المراغي: أي: " لأن «الهدي» يهدى إلى البيت ويذبح ويفرق لحمه على الفقراء فيكون نسكا للمهدى وقياما لمعيشة الفقراء" (٦).

قال مكي: أي: " جعل ذلك أيضاً قياماً للناس" (٧).


(١) تفسير المراغي: ٧/ ٣٥.
(٢) المفضليات: ١٦٣، ومنتهى الطلب: ٣/ ٣٨٤، وشرح اختيارات المفضل: ٢/ ٨٠٥، وفيها: "حبست" بدل: "سيقت"
قال التبريز في شرح الاختيارات: مضرجها، أي: يصيبها الدم كما يضرّج الثوب بالصبغ.
(٣) قطعة من حديث طويل اخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (١٠٠٨)، من حديث لأنس، و (١١٤٧) من حديث أبي سعيد الخدري، وقال إثر كل من الحديثين: هذا حديث موضوع.
(٤) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٤.
(٥) تفسير المراغي: ٧/ ٣٥.
(٦) تفسير المراغي: ٧/ ٣٥.
(٧) الهداية إلى بلوغ النهاية: ٣/ ١٨٨٢ - ١٨٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>