للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ محمد رشيد رضا: " المختار أن جعل الله تعالى هذه الأشياء قياما للناس هو جعل تكويني تشريعي معا، وهو عام شامل لما تقوم به وتتحقق مصالح دينهم ودنياهم، وشامل لزمن الجاهلية وعهد الإسلام، لكن له في كل من العهدين صورة خاصة به ففي عهد الجاهلية كان التكويني أظهر والتشريعي أخفى، لأنهم على إضاعتهم لشريعة إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما وسلم إلا قليلا من مناسك الحج مزجوها بالوثنية والخرافات الوضعية، وكانت آيات الله تعالى التكوينية ظاهرة فيهم كما تقدم بيانه آنفا، وسبق ما في معناه في سورة آل عمران، وأما في عهد الإسلام فالتشريعي أظهر" (١).

وقرأ ابن عامر: «قيما»، بغير ألف (٢).

قال ابن عطية: " قوله تعالى: {للناس}، لفظ عام، وقال بعض المفسرين أراد العرب. ولا وجه لهذا التخصيص" (٣).

قوله تعالى: {وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ} [المائدة: ٩٧]، أي: " وجعل الله الشهر الحرام أيضًا قيامًا للناس" (٤).

قال القرطبي: " والشهر الذي يؤدي فيه الحج وهو ذو الحجة لأن في اختصاصه من بين الأشهر بإقامة موسم الحج فيه شأنا قد علمه الله أو أريد به جنس الأشهر الحرم وهو رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم" (٥).

قال الواحدي: " يعني: الأشهر الحرم فذكر بلفظ الجنس" (٦).

قال الزمخشري: " {الشهر الحرام}: الشهر الذي يؤدى فيه الحج، وهو ذو الحجة، لأن لاختصاصه من بين الأشهر بإقامة موسم الحج فيه شأنا قد عرفه الله تعالى، وقيل عنى به جنس الأشهر الحرم" (٧).

قال البيضاوي: " المراد بالشهر الشهر الذي يؤدي فيه الحج، وهو ذو الحجة لأنه المناسب لقرنائه" (٨).


(١) تفسير المنار: ٧/ ١٠٠ - ١٠١.
(٢) انظر: السبعة في القراءات: ٢٤٨.
(٣) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٤.
(٤) انظر: تفسير الطبري: ١١/ ٩١.
(٥) تفسير القرطبي: ١/ ٤٧٨.
(٦) الوجيز: ٣٣٦.
(٧) الكشاف: ١/ ٦٨١.
(٨) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>